فيتامين كاف ودوره في عملية تخثّر الدم



 هنالك العديد من الأفراد الذين يتناولون أدوية مضادة لتجلط الدم والمتعارف عليها باسم مميّعات الدم. وتأتي التوصيات العالمية لتؤكد بضرورة اتباع إرشادات وتوصيات معينة حول ما نتناوله من غذاء او مشروبات، وما نأخذه من أدوية مميعات الدم لأن الغذاء والشراب يؤثران على فاعلية أدوية مميعات الدم.

فيتامين كاف ودوره في عملية تخثّر الدم
يلعب فيتامين كاف الدور الأساسي في مساعدة الدم على التخثّر، خاصة عند حدوث نزيف ما. ويشار إلى فيتامين كاف طبيا باسم "عامل التخثر" لدوره في تحديد كثافة الدم ودرجة التميّع فيه إذ يمكن استخدامه علاجيا للحد من النزيف وجعل عملية تخثر الدم سريعة. ويعد فيتامين كاف من الفيتامينات الذائبة في الدهون وهو ضروري لبناء البروتينات اللازمة لصحة دمنا، وعظامنا، وصحة الكلى. 

نقص فيتامين كاف يؤخر من وقت تخثر الدم 
يشكل نقص فيتامين كاف خطرا على صحتنا، فبدون وجود فيتامين كاف، لا نستطيع تصنيع البروتينات اللازمة لتخثر الدم، فيأخذ دمنا وقتا أطول حتى يتخثر. ويتسبب نقص فيتامين كاف في حدوث نزيف قد يكون كبيرا ومميتا في حالات الإصابات والحوادث مثلا، أو حتى في الحالات الإعتيادية عند عدم مراعاتنا للكمية المتناولة منه (سواء كانت قليلة أم كثيرة). 
وتعد العلامات السريرية لنقص فيتامين كاف نادرة إلى حد ما. ويتمثل نقص فيتامين كاف في ارتفاع وقت البروثرومبين (PT) لفترات طويلة من الوقت، أي أكثر من 13 ثانية، مما يزيد من خطر النزيف.

معايير دولية لقياس معدل تخثر الدم
توجد هنالك معايير دولية مخبرية لقياس معدل تخثر الدم وضعت من قبل خبراء في منظمة الصحة العالمية ولجنة التخثر الدولية، ومن ضمنها وقت البروثرومبين (المعروف ب PT) ونظام INR. وتوصف مميعات الدم كإجراء طبي من أجل السيطرة على معدل تخثر الدم. وغالبا ما يتم تعديل جرعة المميع وفيتامين كاف إذا كان معدل التخثر بحاجة إلى زيادة أو نقصان. 
وعلى الرغم من أن القيم المخبرية قد تختلف من مختبر إلى آخر، ولكننا غالبا ما نعتبر وقت البروثرومبين الطبيعي بمعدل 11 إلى 13 ثانية، ونهدف طبيا لإبقاء INR ما بين 3.0 إلى 4.5. 

معدل تخثر الدم يشير إلى ضرورة تعديل نظامنا الغذائي
عادة ما يلجأ العديد من الأفراد في الابتعاد أو التقليل من بعض الأغذية الغنية بفيتامين كاف لدى تناولهم لأدوية مميّعة للدم. ويجب عدم الابتعاد عن تناول هذه المصادر وإنما مراعاة الاتزان في الكمية على أن تكون مستقرة وثابتة خلال الأسبوع لأن أي تغير فيها يتسبب في تغير معدل تخثر الدم، ويصاحب هذا التغير ضرورة تعديل أدوية مميعات الدم لمنع حدوث النزيف أو التخثر غير المرغوب به.

وتشير الدراسات السريرية الأخيرة بأن التغيّر في تناول المصادر الغذائية الغنية بفيتامين كاف، وبمعدل 714 ميكروغراما في الأسبوع، يرتبط بتغير وحدة واحدة في INR. ومن المصادر الغذائية الغنية بفيتامين كاف هي: الخضار الورقية الخضراء والداكنة اللون، مثل: السبانخ والسلق والخبيزة، والبروكولي والبصل الأخضر. وهنالك مصادر معتدلة من فيتامين كاف، وهي: الخوخ المجفف، الخس، الملفوف، الهليون، البامية، والبقدونس. ويوجد فيتامين كاف بنسبة أقل في كل من البيض، والحليب، ورقائق الشوفان، وبعض المكسرات، وفاكهة الكيوي. 

كيف يؤثر الغذاء على فاعلية دواء المميع؟
تعمل المصادر الغذائية الغنية بفيتامين كاف على التسريع من عملية التخثر بعكس أدوية مميعات الدم والتي بدورها تهدف إلى إبطاء عملية التخثر. ومن أمثلة الأدوية التي تقلل من كثافة الدم أو تمنع تجلط الدم هي مادة الوارفارين إذ ينصح بتناول كميات معتدلة من فيتامين كاف مع هذه الأدوية. 

عوامل أخرى تؤثر على معدل تخثر الدم
تؤثر العديد من العناصر الغذائية بطريقة مباشرة على فيتامين كاف، وبطريقة غير مباشرة على معدل تخثر الدم. ويمنع تناول جرعات عالية من فيتامين هاء (E) منعا باتا لدى المرضى الذين يتناولون المميعات المحتوية على الوارفرين. وهنالك تجاه دارج لدى العديد منا في تناول جرعات كبيرة من فيتامين هاء (E)، بعضها قد تكون عالية وقد تتسبب في نقص فيتامين كاف، خاصة عند تناول مصادر غنية بفيتامين (E) الموجود قي زيت الزيتون والمكسرات. 
كما أن لبعض المكملات الغذائية دورا في تثبيط مفعول فيتامين كاف، من أهمها حبوب الثوم، وحبوب الجنغو بيلوبا، وحبوب الأحماض الدهنية الثلاثية (الأوميغا -3) إذ تشير دراسات واسعة النطاق إلى دور الجرعات الكبيرة من هذه الأحماض في التأثير السلبي على حدوث النزيف. 
ومن ناحية أخرى، يجب توخي الحذر مما يتم تناوله من غذاء مع بعض الأدوية إذ يشيع لدينا مثلا تناول أقراص الثوم أو حبوب الثوم، مع العلم بأن هنالك مواد في الثوم قد تتسبب في تقليل كثافة الدم، فإذا تم تناول الأسبيرين مع حبوب الثوم، قد تتسبب هذه الممارسة في تقليل كثافة الدم أكثر من اللازم مما يزيد من فرصة نزيف الدم. 
كما أن تناول المضادات الحيوية بشكل دائم ومزمن قد يشكل خطرا لحدوث نقص فيتامين كاف، لأنها تتسبب في قتل العديد من الميكروبات في جهازنا الهضمي والتي عادة ما تتواجد ونحتاجها لتصنيع فيتامين كاف. كذلك تشكل حالات الإسهال المزمنة وإضطرابات المرارة فرصة أكبر لحدوث النقص. وتشكل أمراض الكبد أيضا الفرصة الأكبر لحدوث النقص لأنه يتم تخزين فيتامين كاف في الكبد. 
التدخل الطبي الغذائي يختلف باختلاف نوع الدواء المتناول يختلف التدخل الطبي الغذائي باختلاف نوع الدواء المتناول إذ إن هنالك أدوية أخرى مضادة للتخثر، التي لا تعمل بنفس طريقة الوارفارين وبالتالي لا تحتاج الى تعديل تناول فيتامين كاف، لذلك ينبغي سؤال الطبيب والاختصاصي عن أي إرشادات معينة واجب مراعاتها.
ويلجأ العديد ممن يتناولون أدوية مميعات الدم إلى الابتعاد عن تناول المصادر الغذائية لفيتامين كاف من أجل تعارضها مع تناول مميعات الدم، ولكن الحقيقة العلمية تثبت لنا بضرورة توخي الحذر في الكمية المتناولة، وحسب الحالة الصحية ونوع الدواء المتناول، ومن خلال استشارة الاختصاصي أو الطبيب.

نصائح ضرورية لدى تناول أدوية مميعات الدم
لعل أهم ثلاث نصائح يجب مراعاتها عند تناول أدوية مميعات الدم هي: تناول المميع حسب إرشادات الطبيب والاختصاصي، الحفاظ على تناول المصادر الغذائية الغنية بفيتامين كاف بصورة ثابتة إذ إن الابتعاد عن تناول فيتامين كاف كليا قد يتسبب في حدوث النزيف، توخي الحذر في تناول المكملات الغذائية التي توفر فيتامين كاف، مثل بعض مكملات الكالسيوم أو مجموعة الفيتامينات والمعادن العامة، أو مكملات فيتامين (E) إذ إن تناول جرعات كبيرة من فيتامين هاء  يمكن أن يقلل من امتصاص فيتامين كاف.

تتيانا الكور



هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق