غالبا ما يعتقد الأهل أن أطفالهم أو أبناءهم لن يكونوا أكثر جدية في الحياة دون أن يقوم الأهل بإجبارهم على هذا الأمر، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق لأنه ليس في مصلحة الطفل بل إنه قد يجعل الطفل غير مهتم بأي شيء على الإطلاق. وأحيانا قد يكون إصرار الأم الدائم على تحفيز الطفل للقيام بأمور مختلفة في حياته له رد فعل عكسي وقد يتحول لصراع بين الأم والطفل.
إن أي أم أو أب، وفق ما ذكر موقع "ياهو مكتوب"، غالبا ما يشعران بالمسؤولية تجاه تحقيق أبنائهم لأمور مهمة في حياتهم، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل هو الذي يجب أن يكون مسؤولا عن تحمل عواقب أفعاله. يجب على الأم أن تدرك جيدا أنها ليست المسؤول الأساسي عن نجاح طفلها في كل أمور وجوانب حياته، وأن مكانها أو مهمتها لا تتمثل في تحفيز طفلها الدائم للقيام بأمور مختلفة في حياته وإنجاز مهام متنوعة وتحقيق الأهداف.
إذا كنتِ تريدين مثلا تشجيع طفلكِ على تناول الخضراوات، فيجب أن تكوني أنتِ مثالا أمامه فى تناول الخضراوات ويجب أيضا أن تكوني مثالا أمامه وقدوة في ممارسة الرياضة، مع الوضع في الاعتبار أنكِ يجب أن تبدئي في تلك الأمور منذ الصغر لأن الطفل سيبدأ في تقليدكِ منذ الصغر. ويمكنكِ مثلا أن تختاري نوعا من الخضراوات مع طفلكِ من السوبر ماركت لتفكرا معا بعد ذلك في طريقة طهي نوع الخضراوات الذي قمتما باختياره أو يمكنكِ أن تعطي طفلكِ مجموعة من المكونات ليقوم بتحويلها لوصفة صحية. لا تلجئي أبدا لرشوة الطفل بأمور يحبها ليكون أكثر تعاونا معكِ. وبدلا من أن تلجئي لرشوة الطفل بالجلوس أمام الكمبيوتر أو الذهاب للسينما فمن الأفضل أن تصطحبيه مثلا لممارسة نوع من أنواع الرياضة. ويمكنكِ أن تمارسي مع طفلكِ رياضة ممتعة وهو الأمر الذي سيستمتع به الطفل كثيرا وخاصة أنه سيقضي معكِ وقتا مميزا.
لا تعتمدي على تقديم الحلوى لطفلكِ كنوع من المكافأة على الأمور الجيدة أو الإيجابية التي يقوم بها، لأن مثل هذا التصرف سيجعل الطفل يعتمد على الطعام كطريقة أو وسيلة يتعامل بها مع مشاعره أو إحباطاته المختلفة، وهو الأمر الذي سيجعل علاقة الطفل بالطعام غير صحية. وفي نفس الوقت أيضا يجب ألا تحرمي طفلكِ مثلا من تناول الحلوى كنوع من العقاب، لأن هذا الأمر سيجعل بعض الأطعمة الممنوعة أكثر جذبا للطفل.
إذا أردتِ أن تقومي بتحفيز طفلكِ فعليكِ أن تقومي بمدحه وأن تركزي على مجهوداته وليس فقط على النتيجة النهائية لأى أمر يقوم به، وعلى سبيل المثال عندما يقدم لكِ طفلكِ صورة قد رسمها بنفسه فلا تقولي له فقط إن الصورة جميلة بل قومي بالثناء على المجهود الذي بذله مع ذكر تفاصيل محددة. وإذا كنتِ تريدين مثلا تشجيع طفلكِ على ممارسة رياضة معينة فيجب ألا تركزي على فكرة المنافسة أو الفوز. وإذا كنتِ أيضا تريدين أن تقومي بتوجيه طفلكِ لفعل أمر ما، فيجب أن تحافظي على هدوئكِ وأن تكوني محددة وواضحة فيما تقولينه للطفل وأن تشرحي له عواقب عدم الالتزام بالأمور التي تطلبينها منه.
إن طفلكِ يتأثر كثيرا بصفة عامة بكل من حوله ولذلك يمكنكِ أن تستغلي هذا الأمر لتشجيعه على القيام بأمر ما، لأن مثل هذا التصرف سينمي عند الطفل حافزا للقيام بأمور مختلفة. وإذا كنتِ مثلا تريدين أن تطلبي من طفلكِ إنجاز مهمة ما في المنزل فيمكنكِ أن تعطيه بعض الخيارات عن طريق أن تقومي بتخييره بين القيام بالمهمة حالا أو بعد بضع دقائق أو يمكنكِ أن تخيريه بين إلقاء القمامة أو إخراج الأطباق من غسالة الأطباق. واعلمي أن إعطاء الطفل الخيار سيجعل الحافز عنده أكبر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق