لا يوجد أحد في هذا العصر لا يعاني من التوتر، فهو مرض العصر كما يقال، لكنه مرض غدار لا يجهد المرء فحسب بل يؤثر على الروح والجسد والعقل بشكل مرئي واحيانا كثيرة غير مرئي.
وتشير د. نانسي موليتور أستاذة الطب النفسي في كلية الطب فاينبيرغ جامعة نورث وسترن، إلى أن الدراسات أثبتت أن الإجهاد وغيره من المشاعر السلبية مرتبطة دائما بضعف الصحة الجسدية في مختلف انحاء العالم، وهذا لأن العقل والجسد والروح ترتبط معا في الجوهر.
فالإجهاد العاطفي ينبه الجسم لإنتاج مواد كيميائية مثل الكورتيزول، والتي إذا أنتجت بشكل مستمر تبدأ في تحطيم المناعة، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجهاز العضلي الهيكلي بحسب موليتور.
ما هو أسوأ من ذلك، أن الاستمرار في التوتر سيودي بالمرء إلى مهالك صعبة منها التعرض للسمنة والاكتئاب، وأمراض القلب.
أفضل الطرق للحد من التوتر عموما هو الحصول على قسط كاف من النوم (سبع إلى تسع ساعات كل ليلة بالنسبة لمعظم الناس)، وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، والتحدث مع الاصدقاء، والتركيز على الأمور داخل التحكم الخاصة بك. يمكن أيضا تعلم الاستماع الى جسدك لمعرفة مدى درجة التوتر التي وصلت اليه. والاستماع الى الجسد يتطلب التأمل وجعل الروح تشعر بالجسد لكبح جماح التوتر ومنعه من احداث الاضرار في الانسان.
ومن العلامات التي تشير الى أن التوتر استفحل، الشعور بآلام في البطن سواء في المعدة أو حدوث مشكلات هضمية، أو الشعور بالغثيان وغيرها، وهذه المشكلات تحدث من دون وجود مسببات عضوية لذلك العلاج لا يكمن في الدواء بل بممارسة الرياضة التي تحسن من كل هذه الاعراض.
كما ان فقدان الشعر مرتبط بالتوتر، فالمرء في حال خسر وظيفته أو ترك زوجه أو مر بحادثة مؤلمة يلاحظ أن شعره يبدأ بالتساقط وهذا سببه زيادة في هرمون الاندروجين الهرمون الذكوري الذي يزيد نسبته مع التوتر، ولا يوجد علاج لهذا الأمر سوى تناول طعام صحي.
كما أن انتشار حب الشباب في الجسم مرده في الغالب زيادة التوتر، وهرمون الاندروجين مسؤول عنه أيضا وفي الغالب يمكن تناول حبوب منع الحمل لمنع انتشار الحبوب.
وتعد آلام الظهر من علامات التوتر لأن التوتر يحث الجسم على افراز مواد كيميائية تعمل على شد العضلات، ما يؤدي الى اجهادها بالتالي الشعور بالألم وممارسة الرياضة يخفف من الالم.
وتنصح موليتور أن يستيقظ المرء مبكرا قليلا ويأخذ حماما منعشا وأثناء ذلك يجيب عن الاسئلة التالية "ما الشخصية التي تود أن تتحلى بها؟ وماذا ترغب أن تنجز من اعمال اليوم وليس ما الذي يجب ان تنجزه بل ترغب؟ كيف استطيع ان احدث تغيير في حياة شخص ما".
وللتغلب على مشكلة أزمة الطاقة يجب أن يقوم المرء كل يوم بنشاط حقيقي جديد، "لأنه قلما تحدث تغيرات جديدة في حياتنا، الأمر الذي يقود الى الروتين وقتل العاطفة".
وتشير إلى ضرورة ان يقوم المرء بتغيير مظهره الخارجي وأن يقوم بتجارب جديدة كتناول أطعمة مختلفة أو تغيير الطرق التي تعود المرء أن يسلكها للوصول الى منزله، أو الاستماع الى الموسيقى. لأن تلك الأمور الصغيرة تعيد الحياة الى الروح.
كما على المرء توديع الشعور بالندم والذنب "فحياة الإنسان الماضية بشكل عام مليئة بالأخطاء التي يمكن أن يندم عليها، كعدم استغلال الفرص، أو القيام بأخطاء مهنية أو عائلية التي من شأنها أن تجعل المرء يشعر بالألم لفترات طويلة".
وهذه المشاعر هي طبيعية تثبت أن للمرء قلبا لكنها قد تقتل عاطفته وترجعه الى الخلف فلا يقوى على القيام بالإنجازات، لذلك على المرء أن يتعلم النسيان. وتقول موليتور "جميعنا لدينا تجارب سلبية لكن التمسك بذكراها تقتل الحاضر وتدمر الحياة".
وأهم ما يمكن للمرء القيام به للحصول على الطاقة هو أن يحسم أموره "فعدم القدرة على اتخاذ القرار مهما كان بسيطا يقتل عاطفة الإنسان وتهلكه وتقلل من طاقته. لذلك مهما كان القرار بسيطا كاختيار قصة الشعر أو اختيار الطعام على المرء اتخاذه، وأن لا يندم عليه، ومع مرور الزمن سوف يتمكن المرء من اتخاذ القرارات الأصعب، ومهما كانت نتيجة القرار المهم أن يتخلص المرء من الازدواجية التي تتعب المرء.
الطاقة العاطفية لها سحر فريد من نوعه فكلما أعطى الإنسان كلما أخذ من تلك الطاقة وذلك عكس الطاقة الجسدية التي تنتهي مع نهاية اليوم.
ويجب على المرء أن يجعل تجديد طاقته هدف وعادة من عادات حياته ومن الطرق للتمسك بذلك تحديد ساعات في اليوم لكسب الطاقة، مثلا ان يحدد المرء الساعة السابعة مساء وقت محدد لاتصال أو التواصل مع الاصدقاء المقربين أو تحديد الساعة الثامنة مساء ساعة للعب رياضة اليوغا في المنزل وغيرها من الانشطة التي قد تشحن الذات بالطاقة.
مريم نصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق