سبب التباين بين طول الرجال وطول النساء




حتى لدى الشعوب القاطنة في شمال أوروبا، والتي تعد الشعوب الأضخم حجماً والأكبر طولاً في العالم، يتفوق الرجل على المرأة بمتوسط طول يبلغ 15 سنتيمتراً.
وإذا كان أكبر حيوان على وجه الأرض هو أنثى الحوت الأزرق، يصبح السؤال أكثر إلحاحاً: لماذا يتفوق ذكور البشر على الإناث في حجمهم وطولهم؟ أو بتعبير آخر: لم النساء أقصر من الرجال؟.
هذا هو السؤال الذي حاول علماء وباحثون الإجابة عنه في برنامج وثائقي عرض الجمعة على قناة «آر تي».
ويبحث العلماء على مدى 52 دقيقة في هذا الوثائقي عن إجابة على هذا السؤال، من خلال رحلة في تاريخ التطور، والكشوفات العلمية.
وشارك في هذا البحث العلمي المصور 15 عالماً وخبيراً في مجالات مختلفة مثل الطب والتاريخ وعلوم الأحياء وعلوم الحيوان والأنثربولوجيا وعلم الاجتماع وعلوم الحضارات، ويشرح عالم التاريخ لوران هيبرغر الذي يعكف على دراسة قوام الشعوب، أن طول الإنسان اختلف مع مرور الأزمان الطويلة، وأن هذا القوام مر بدورات متلاحقة.
فعندما يبدأ قوام شعب ما بالتقلص، يبدأ ذلك مع النساء أولاً، أما عندما يبدأ قوام شعب ما بالزيادة، فإن ذلك يبدأ أولاً مع الرجال.
ويذكر طبيب الأطفال والمتخصص في الغدد الصماء جان كلود كاريل، أن الأطفال الذكور يكتسبون طولاً على مدى وقت أطول من الإناث.
وهذا التباين في النمو بين الذكور والإناث هو «ملاحظة» يبني عليها العلماء فرضياتهم وتفسيراتهم، وهو ليس «تفسيراً بحد ذاته».
وفي محاولة للبحث عن إجابات شافية، تغوص فيرونيك كلينر في رحلة تتقصى تاريخ تطور الفضائل الحية على كوكب الأرض.
ويجد الباحثون اأفسهم أمام سؤال جديد «هل يمكن أن يعزى اختلاف الطول بين الرجال والنساء إلى الماضي السحيق للبشرية حين كان الذكور يتنافسون في ما بينهم؟ أو أن ذلك يتصل مثلاً بتفضيل النساء، للرجال من ذوي الطول على من هم أقصر؟»، ما يجعل الفئة الأقصر بين الرجال تختفي في مرور الزمن، وفقاً لقانون التطور.
ويقول عالم الاجتماع نيكولاس هربن إن «الطول المثالي للرجل هو متر واحد و82 سنتيمتراً، لكن ما زال مجهولاً لنا لماذا النساء أقصر من الرجال».
ويظهر الوثائقي أن هذا الفرق بين الرجال والنساء يسير «عكس المنطق» الطبي، إذ إنه كان ينبغي بحكم قانون التطور، أن تصبح النساء مع مرور الوقت أطول من الرجال، ولاسيما لكون الإناث يحملن ويضعن.
وإزاء هذه التعقيدات، وما يراه العلماء تناقضاً بين الواقع والمؤشرات الطبية، تحاول فيرونيك كلينر تفسير هذه الظاهرة من زاوية أخرى تماماً.
وهي ترى أن هذا الفرق في الطول بين الذكور والإناث ما هو إلا انعكاس لتفوق الدور الاجتماعي للرجال على النساء.
وتقول: «أجساد النساء ليست سوى تعبير ملموس عن لا مساواة تعيشها المرأة منذ آلاف الأعوام».
وتخلص إلى القول: «لا شيء آخر يفسر التباين بين طول الرجال وطول النساء».

 أ ف ب



هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق