الولادة من الخاصرة: مسلسل سوري أنتج وعرض الجزء الأول منه في 2011، ثم تبعه الجزء الثاني في 2012، تحت عنوان ثانوي ساعات الجمر، وأخرجتهما رشا شربتجي، أما الجزء الثالث فقد عرض في 2013 ، وحمل عنوان (منبر الموتى)، وأخرجه سيف الدين سبيعي، والمسلسل قصة وسيناريو وحوار الكاتب سامر فهد رضوان
سأعرض في مقالي هذا بعض الأفكار حول هذا العمل الفني الراقي
1- العنوان: المعاناة واضحة من العنوان فعملية الولادة عملية متعبة، وفيها معاناة إن كانت طبيعية، فما بالك أن كانت من الخاصرة........ لكن الولادة رمز للتفاؤل بالمستقبل .. سائلا الله أن ينتهي المخاض قريبا وتُولد سوريا التي تنعم بالأمن والأمان، وخالية من الظلم والفساد
2- لدى الكاتب قدرة كبيرة على التحكم بالشخصيات، فهو قادر عن الاستغناء عن أي شخصية مثل: علام وعمته وخالته وعقيل وغيرهم، كما انه بالمقابل قادر على إشراك شخصيات جديدة كأساسية في أحداث المسلسل دون أن تشعر بأنه أقحمها على الأحداث ومنها: ( أبو نبال) و(غياث) وغيرهم.
3- كمشاهد كنت اعتقد أن شخصية العقيد رؤوف انتهت وتلاشت عندما أودع في السجن، بعد قضية تعذيب زوجته، لكن الكاتب أعادها للأحداث بعبقرية وبمسوغ مقنع جدا وهو "الفساد الوظيفي".
4- عالج المسلسل موضوعا واحدا فقط هو "الفساد"، وبالرغم من أهمية الموضوع؛ إلا انه كان بإمكانه أن يعالج قضايا وشؤون أخرى من جوانب الحياة أو أن يشير إليها.
5- لم يشر الكاتب إلى أطفال درعا شرارة الثورة السورية لسببين هما:
- ليؤكد أن الولادة من الخاصرة (واقعية) وليست (حقيقة) تحاكي الواقع فقط
- ليؤكد أيضا أن السبب الحقيقي للثورة ليس هؤلاء، وإنما الفساد والظلم الذي كان يعانيه الناس، وهؤلاء مجرد شرارة، ولو لم تنطلق الثورة من عندهم لانطلقت من غيرهم
6- سلط الكاتب الأضواء على كل ما يتعلق بالثورة السورية تقريبا، وحتى انه لم يغفل عن الأخطاء التي حصلت من الثوار، ونظر للثورة من كافة الجوانب، وعرض كل الأفكار، ولهذا السبب تعرضت بعض مشاهد الجزء الثالث للبتر وللحذف، إلى أن وصل الأمر إلى قضية إخراج المسلسل التي حصلت في الجزء الثالث على حسب ظني.
7- يقال أن روح الكاتب تكون مع إحدى الشخصيات التي يؤلفها؛ يدافع عنها لأنه يرى فيها نفسه، أو قريبة من نفسه وتفكيره ......اعتقد أن روح الكاتب كانت مع (جابر)، لكن مسكنة ودروشة جابر -والتي أضفاها هو عليه- جعلته يتخلى عنه، ويتجه إلى (أبو الزين) في محطات كثيرة من المسلسل، ثم عمل على تخليص جابر من كونه مسكينا ودرويشا لكي تبقى روحه معه ...... أعتقد أن الإنسان المسكين لا يمكن أن يتغير إطلاقا مهما حصل معه.
8- لدى الكاتب معرفة دقيقة عن أساليب المخابرات، ومعلومات كبيرة جدا عنهم ......أعتقد جازما انه قادر على كتابة قصص بوليسية تضاهي تلك التي كتبتها (أجاثا كريستي).
9- أتمنى أن يشاهد الجميع في الوطن العربي هذا العمل خاصة من هم في مكان صنع القرار، ليتعلموا الكثير ولتصل لهم رسالات كبرى -أن كان لهم عقولا يفكرون بها- أهمها أن يبتعدوا عن العناد وألا ينظروا إلى الناس كـ (حشرات)
10- عمل فني راق، أكد الكاتب فيه للناس أن الدراما السورية ما زالت تنافس على التربع على عرش الدراما العربية.
11- عودة للواقع المر؛ للأسف ....تمنيت أن ما يحصل في سوريا الآن مسلسل يقوم الكل بعد نهايته وهم سالمون معافون، لكنها هيهات ...... ولا أملك إلا الدعاء إلى الله أن يغير الأحوال لأحسن حال.
محمد قاسم السلايطة
0 التعليقات:
إرسال تعليق