يقصد به أن يشكو المريض من أعراض جسديه لا يمكن تفسيرها بمرض عضوي ، مثل الصداع وألام الصدر والبطن ، وألام العضلات والأطراف ، وهذه الأعراض قد تتشعب وتتناوب في الظهور وتربك المريض والطبيب ، وتجر هذه الأعراض المريض لكل الإختصاصات وإجراء كم هائل من الفحوصات ، وهذه الأعراض غالباً ما يكون من ورائها قلق نفسي أو إكتئاب وقد يكون الإثنين معاً ، وفي بعض الحالات قد تكون هذه الأعراض الجسدية دون وضوح للقلق والإكتئاب ، وفي كثير من الأحيان يظن المريض ومعه الطبيب أن إجراء الفحوصات والإكثار منها سيطمئن المريض ويزيل مخاوفه من المرض الخطير والموت اللاحق ، وهذا لا يحدث فقد يطمئن المريض إلى أن الفحوصات سليمة ولكن ألامه وشكاويه مازالت مستمرة ، ومازال غير قادر على أداء واجباته أليوميه والاستمتاع بالحياة ، مما يجعل هواجسه ومخاوفه تتفاقم وبحثه عن الحل يجره للمشعوذين و الوصفات الشعبية ومزيد من الفحوصات .
عندما يقرر الطبيب المعالج أن هذه الأعراض هي نفسيه ولا بد من استشارة الطبيب النفسي يحدث الإرتباك ، فالمريض يظن أن الطبيب لا يصدق شكاويه وأنه لا يتألم حقاً ، والواقع أن المريض يتألم ويعاني وقد تكون معاناته أكثر من معاناة المريض بمرض عضوي ، والإحساس بالألم في الأساس يتم بالدماغ و لا غرابه أن يحدث الألم تبعاً للتغيرات والحالات النفسية التي يمر بها الإنسان وهذا لابد أن يتم توضيحه للمريض ، وكما لابد من التوضيح أن المرض النفسي لا يعني فقدان العقل والسيطرة ، وأن تكرار الفحوصات وتأخير الإستشارة لا تغير إطلاقاً من الحقيقة بل تزيد الأمر سوءاً .
من الأمثلة الشائعة الم الصدر في الجهة اليسرى والذي يكون على شكل و خزات كالدبابيس ويتوهم المريض أن هذا مرض في القلب ويبدأ بعمل تخطيط القلب ويكرره .
وقد يجري له فحص الجهد والموجات فوق الصوتية والقسطرة ، وكلها سليمة ولكن الألم يستمر والخوف يزداد ، فهل يبقى هذا المريض يعاني ويكرر الفحوصات مع أن علاجه في إطار الطب النفسي متوفر وسهل وشافي ؟؟!.
الدكتور وليد سرحان
0 التعليقات:
إرسال تعليق