بديهي القول بأن الزراعة تحتاج إلى ماء، لكنها أيضاً تتطلّب كثيراً من الطاقة، خصوصاً الأسمدة المُشتقّة من البترول كأسمدة الـ «يوريا» (في مصر، أثّر هذا الأمر على مجمل طاقة الغاز بأثر الكميّات المستخدمة في صنع سماد الـ «يوريا»)، إضافة الى ما تستلزمه المكائن ومستودعات حفظ المحاصيل والمزارعين أنفسهم. وكذلك تعتبر الطاقة الكهروهيدروليكية مصدراً أساسيّاً للطاقة في بلدان كثيرة، كحال السدّ العالي في مصر، لكنها تتأثّر بنزاعات متنوّعة لا يتردّد البعض في إدراجها ضمن «حروب الماء».
وكذلك تحمل بعض الأشكال الجديدة في الوقود تهديداً بمفاقمة أزمة الغذاء، على غرار الأمر مع «الوقود الحيويّ» Biofuel. واستطراداً، لا بد من الإشارة الى أن أزمة الغذاء المعاصرة تأثّرت بقوة بالمضاربات التي راحت تتنقل في العام 2008، بين النفط والغذاء والعقارات والمشتّقات الماليّة، ما أدخل العالم في دهليز أزمة لم يخرج منها لحدّ الآن. وفي سياق هذه الأزمة، طرحت مسألة الوقود الحيوي، خصوصاً جيله الأول، مع التنبيه إلى أن أجياله التاليّة، ما زالت تعتمد على المزروعات، وليس تجنبّها محاصيل غذائية أساسيّة استُعمِلَت في الجيل الأول، سوى معالجة جزئية لأزمة مُعقّدة. من يضمن كيف تتفاعل الأموال والمصالح والدول و «صناديق التحوّط» مع أجيال الوقود الحيوي؟ الأهم: ألا تحتاج كل زراعة إلى ماء وطاقة، فكيف يمكن القول بوجود وقود مشتّق من مزروعات ولا يُدخل مزيداً من التعقيد إلى «الثلاثية المتشابكة»؟
أحمد مغربي
0 التعليقات:
إرسال تعليق