قال الله –جل ثناؤه-: { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن أبا بكر -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال -صلى الله عليه وسلم-: "قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه. قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك".
قال الحليمي في معنى الفاطر: إنه فاتق المرتتق من السماء والأرض. قال الله عز وجل: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30]، فقد يكون المعنى كانت السماء دخانا فسواها، { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } [النازعات: 29]، وكانت الأرض غير موجودة فدحاها، { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا } [النازعات: 31]، ومن قال هذا قال: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنبياء: 30]، معناه: أولم يعلموا. وقد يكون المعنى ما روي في بعض الآثار عن ابن عباس في قول الله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } [الأنبياء: 30]، قال فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات. قال الحليمي: والإقرار بالإبداع يأتي على هذا المعنى ويقتضيه.
وقال أبو سليمان الفاطر، هو الذي فطر الخلق، أي ابتدأ خلقهم كقوله: { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الإسراء: 51]، ومن هذا قولهم: فطر ناب البعير، وهو أول ما يطلع. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: لم أكن أعلم معنى فاطر السموات والأرض حتى اختصم أعربيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، يريد استحدثت حفرها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق