أجيال متعاقبة درست فى المرحلة الابتدائية أن المجموعة الشمسية مكونة من تسعة كواكب، قبل أن يتقرر طرد "بلوتو" منها فى عام 2006، وتتغير مناهج التعليم دون أن تتغير المعلومات الراسخة فى أذهان كثير من أبناء تلك الأجيال عن "الكويكب" القزم الذى عرفوه زمنا طويلا على أنه أبعد الكواكب عن الشمس، وأصغرها حجماً، وفى الذكرى الـ84 لاكتشاف "بلوتو" نستعرض أهم المعلومات عن هذا تاريخ الكويكب المثير للجدل، وقصه اكتشافه والمحطات المختلفة التى مر بها، وكيف يؤثر على حياتنا.
اكتشافه ومعلومات أساسية عنه
يعود تاريخ اكتشاف بلوتو أو "أفلوطن" كما يطلق عليه إلى 18 فبراير عام 1930، على يد المستكشف كلايد تومبو، حصل على اسمه من فتاة فى الحادية عشرة، من عمرها تدعى "فينيتيا باير" من أوكسفورد ببريطانيا اقترحته خلال حوار مع جدها الذى كان يعمل فى مكتبة جامعة أوكسفورد، نقله إلى أحد أساتذة الجامعة نقله بدوره لزملائه فى أمريكا حتى وصل للمستكشف، فأعجب به، وتم الاستقرار على إطلاق اسم "بلوتو" على الكويكب فى الأول من مايو فى نفس عام اكتشافه، بعد مقترحات بأسماء عديدة تم استبعادها جميعا.
له قمر يدعى شارون وحجمه يبلغ ثلثى حجم بلوتو تقريبا، بالإضافة إلى قمرين صغيرين، لو كنت افتراضا فوق بلوتو ووزنك فوق الأرض 70 كيلوجراما، فسيصبح وزنك 4 كيلوجرامات، تبلغ متوسط درجة حرارته –234 درجة مئوية وجوّه مكوّن من الميثان والنيتروجين.
متوســط المســافة التى يبعدها عـن الشمس 5914.18 مليون كلم تقريباً، أما مدة دوران الكوكب حول نفسه 18 ساعة 26 دقيقة.
"بلوتو" القزم المثير للجدل
قديما كان الرومان يعتقدون أن بلوتو هو إله العالم السفلى، أما حديثا فقد طرده الاتحاد الفلكى الدولى من المجموعة الشمسية، نتيجة لصغر حجمه بعد أن قام بإعادة تعريف مصطلح كوكب فى 24 أغسطس 2006 م، ليصبح هناك "كواكب كلاسيكية وكواكب أقزام"، واعتبر بلوتو كوكباً قزماً، ليصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية ثمانية.
الآن أصبحت المناهج خالية من كوكب بلوتو فقد اعتبروه (كويكبا) لا كوكب، آثار هذا الأمر جدلا واسعا فى الرأى العام العالمى – وهو أمر طبيعى؛ عن تأثير هذا على المناهج الدراسية وما تعلموه طوال حياتهم وتربوا ونشأوا عليه، وانقسموا ما بين مؤيد ومعارض ومحايد.
الكاتبة (آن مينارد) حاولت فى المقال الذى نشرته لتغطية الخبر على موقع National Geographic News أن تكون محايدة، ولكنها لم تستطع كتمان تلك النبرة من الاستنكار فى عنوان مقالها "ماذا عسانا نخبر الأطفال؟!"، أما جون جيبسون من Fox News فلم يكتف بالتلميح واعترض صراحة فى مقاله، وبشكل ساخر تماما، معلنا لهم أن يفعلوا ما يحلو لهم فبلوتو سيظل فى نظره كوكبا، ولا شىء يجبره على تغيير قناعاته.
أما كارل ماثيوز -مؤلف موسيقى- أصيب بالإحباط الشديد عندما علم بالخبر، وهو فى مطار روما، فكارل كان قد ألف مقطوعة موسيقية سماها "Pluto" عام 2000، وأضافها إلى مجموعة من سبع مقطوعات موسيقية تمثل الكواكب السبعة الأخرى غير الأرض آنذاك ألفها جوستاف هولست عام 1917 بعنوان "الكواكب"، وقال كارل ماثيوز "كنت أعلم أن ذلك قد يحدث، حيث إنه كان هناك جدل كبير بشأن حجم بلوتو.. ولكن على الأقل كان كوكبا حينما كتبت المقطوعة".
وظهرت آثار هذا الجدل فى أوضح صوره فى عالم المدونات الإلكترونية، فمثلا كتبت دولمان فى مدونة "هيا نتحدث عن..." تحت عنوان "لا تشعروا بالحزن لأجل بلوتو" أنه قد أدى دوره وترك بصمة واضحة فى تاريخ مجرتنا فى زمن تتغير فيه الظروف والمعطيات بـ"سرعة الضوء".
ووصلت الأزمة قمتها عندما بدأت مجموعة أخرى من العلماء حملة مضادة عنيفة على هذا القرار، فهم يرون أن تلاعبا تم فى عملية التصويت، وقالوا فى بيان حملتهم لجمع توقيعات علماء الفلك المعارضين أن 428 عالما فقط هم من قاموا بالتصويت من أصل 10,000 أعضاء تقريبا باتحاد الفلكيين الدوليين، وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن "الفساد العلمى".
وفى أقل من خمسة أيام، وصل عدد الموقعين على عريضة الاحتجاج هذه 300 عالم من بينهم أشخاص قاموا بدراسة كل كوكب وكويكب فى مجموعتنا الشمسية، وبعضهم شارك فى حملات استكشاف مجموعتنا الشمسية التى تمت باستخدام الروبوت، وبوصولهم إلى هذا العدد أغلق المنظمون العريضة معتبرين أنها أدت دورها وأوضحت رسالتهم جيدا للاتحاد، إلا أنهم ظلوا متمسكين بموقفهم مؤكدين: "نحن كعلماء فلك وكواكب لا نوافق على التعريف الجديد الذى أقره اتحاد الفلكيين الدوليين ولن نستخدمه، ونصر على ضرورة وجود تعريف جديد".
تأثير بلوتو على البشر
فى حين يقول الفلكى أحمد شاهين لـ"اليوم السابع" أنه على الرغم من قرار الاستبعاد إلا أن بلوتو كوكب شأنه شأن باقى الكواكب نظرا لوجود أقمار تدور حوله كباقى الكواكب الأخرى، ويرى فى هذا القرار إجحاف فى حق الكوكب الأكثر تأثيرا على البشر، من بين كواكب المجموعة الشمسية رغم صغر حجمه وبعده عن الأرض، ويشير إلى هذه التأثيرات قائلا: "بلوتو له تأثير كبير على الحروب والنزاعات التى تحدث على كوكب الأرض ويرمز للأرواح، فى عالم التنجيم وبالنسبة للفلكيين يعرفون تأثيره على كل برج على حده فعلى سبيل المثال يؤثر بلوتو على أصحاب برج الحمل فهو يمنحهم طاقة كبيرة وثقة بالنفس قد تصل لحد الغرور، ويؤثر على مواليد برج الثور ويجعلهم أكثر ميلا للنزعة المادية وتحقيق المكاسب وهكذا يترك بلوتو بصمته على كل برج."
اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق