غسان كنفاني: اقتباسات 5

                                


“ان القانون لا يقبل بان يقوم رجل غاضب بارتكاب جريمة، ولكنه، كي يعاقبه، يقتله كانه هو رجل غاضب.” 

“إن النسيان هو أحسن دواء إخترعه البشر في رحلتهم المريرة !” 

“الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !” 

“كلام الجرائد لا ينفع يا بني،
فهم -أولئك الذين يكتبون في الجرائد- يحلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور ومدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا صوت طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا، إذا لهربوا إلى حيث لا أدري.” 

“إن الصمت لا يكون بلا صوت و إلا لما كان و لما صار بالوسع أن يحس على هذه الصورة الفريدة، المفعمة بالغربة و الوحشة و المجهول .” 

“سَيُدَمر الكثيرُ مني إن أفقدكِ” 

“كان ذلك زمن الاشتباك. أقول هذا لأنك لا تعرف: إن العالم وقتئذ يقف على رأسه، لا أحد يطالبه بالفضيلة.. سيبدو مضحكاً من يفعل.. أن تعيش كيفما كان وبأية وسيلة هو انتصار مرموق للفضيلة. حسناً. حين يموت المرء تموت الفضيلة أيضاً أليس كذلك؟ إذن دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك أن تحقق الفضيلة الأولى، أي أن تحتفظ بنفسك حيّاً. وفيما عدا ذلك يأتي ثانياً. ولأنك في اشتباك مستمر فإنه لا يوجد ثانياً: أنت دائماً لا تنتهي من أولاً” 

“ لم تستطع ليلى ان تغيرني .. ” شعرت هذا بوضوح الآن .. انسان لا فائدة منه . هذا كل شيء … باقة ورد على ضريح انسان ميت .. شيء يذهب ، لقد قالت لهم أنها تريد أن يبقى لها شيء لا يذهب ..” 


“وأعرف منك أيضا بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه بالصورة التي تشائين إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة” 

“يتبــدل المــدافعـون.....لا تتبــدل القضيـــة” 

“العدو قد يرغمني على الهزيمة ولكنه لن يرغمني على الضحك !” 

“أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي كما يرتق الناس قمصانهم.” 

“يوم قرأت هذه الكلمات أحسست بشيء يشبه المطر داخل حلقي” 

“ثم ماذا ؟؟؟ أنت الآن تحمل جدرانك اأربعة و تمشي كانسان من جبس” 

“الشمس في وسط السماء ترسم فوق الصحراء قبة عريضة من لهب أبيض، وشريط الغبار يعكس وهجاً يكاد يعمي العيون..” 

“ليلى الحزينة .. البائسة … بقيت في حيفا ورفضت ان تخرج منها .. وقالت لجيرانها عندما اتوا ليجروها معهم أنها فقدت كل شيء ولا تريد أن تفقد ماضيها الجميل في حيفا الجميلة … تريد أن يبقى لها شيء لا يذهب …” 

“إن الرجل الذي يلتحق بالفدائيين لا يحتاج بعد إلى رعاية أمه (قصة أم سعد)” 

“أنتِ في جلدي، وأحسكِ مثلما أحس فلسطين: ضياعها كارثة بلا أي بديل” 

“قد نختلف الى حد تبادل اللكمات في تعريف الحضارة, و لكنني لن اتنازل اطلاقا عن الاعتقاد الغريب الذي صار يشبه الايمان عندي, وهو ان "الاعلانات المبوبة" في صحيفة من الصحف, هي "البارومتر" الذي يقيس عملية دخول شعب من الشعوب الى الحضارة , او خروجه منها, او برطعته فيها. و انت اذا امسكت اي جريدة او مجلة, و قرأت باب الاعلانات المبوبة , فلا شك انك تستطيع تكوين فكرة طيبة عمّا يحدث في البلد, و حركة المجتمع و الاقتصاد , و حتى - في الواقع- الرغبات” 

“«أنتِ تشعرين بالتعاسة لأنّك تعرفين بأنّ المطر سيستمر طوال النهار، وستعملين في جرف الوحل طوال الليل. تعالي اجلسي. لا تسمحي لكل ذلك أن يهدمك». جَلَسَتْ وَتَنَفَّسَتْ الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يهيل على الغيوم السوداء في صدره هواء نقياً:
«لا، يا ابن عمي. أتعرف ماذا كان يفعل سعد حين يطوف المخيم؟
كان يقف ويتفرج على الرجال وهم يجرفون الوحل، ثم يقول لهم: «ذات ليلة سيدفنكم هذا الوحل».
ومرة قال له أبوه: لماذا تقول ذلك؟ ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تعتقد أنّه يوجد مزراب في السماء وأن علينا أن نسده؟ وضحكنا كلنا، لكنني حين نظرت إليه رأيت في وجهه شيئاً أرعبني، كان منصرفاً الى التفكير وكأن الفكرة راقته، كأنه سيذهب في اليوم التالي ليسدّ ذلك المزراب. ثم ذهب؟ ثم ذهب».” 

“أغفر لكِ لأنك عندي أكثر من أنا وأكثر من أي شيء آخر.. لأنني ببساطة أريدك وأحبك ولا أستطيع تعويضك” 

“إن أسعدنا هو أبرعنا في التزوير، أكثرنا قدرة على الغوص في بحر الأقنعة.” 

“أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم” 

“أن تصحو فتجد أنك لم تفعل شيئاً وأن ليس ما تستطيع أن تفعله. أن تتذكر فجأة أن لحظة ما في الماضي كانت في وقتها كل شيء بالنسبة لك” 

“قد لا أريد أن أتذكر كي لا أجرح الحاضر، ولكنني لا أستطيع أن أنسى كي لا أخون ذاتي والحقيقة معًا” 

“المسألة هي بهذه البساطة : يصبح الانسان ثوريا من قلب الرومنطيقية ! فلأننا نحب, و لأننا نحلم و لأننا نتصور انفسنا و اولادنا و نسواننا في عالم احلى . لاننا نغضب , و لاننا نسخط, و لاننا نريد ان نجعلك هذا العالم كما نجعلك الوقرة و نرميها في الفضاء, او في نهر النار و نهر الشمس و نهر الحب, يصبح من العسير على القيصر او باتيسا او كاي شك ان ينتصروا..” 

“إن حياتي و موتك يلتحمان بصورة لا تستطيع أنت و لا أستطيع أنا فكهما.. ورغم ذلك فلا يعرف أحد كيف يجري الحساب ها هنا” 

“كنتم مكومين هناك بعيدين عن طفولتكم, كما كنتم بعيدين عن أرض البرتقال ...
البرتقال الذي قال لنا فلاح كان يزرعه ثم خرج , أنه يذبل إذا ما تغيرت اليد التي تتعهده بالماء” 

“مرر شفتيه فوق التراب الدافىء : ليس بمقدوري أن أكرهك , ولكن هل سأحبك..؟ أنت تبتلعين عشرة رجال من أمثالي في ليله واحدة _أنني أختار حبك , أنني مجبر على اختيار حبك , ليس ثمة من تبقى لي غيرك” 

“الفكرة إذا ولدت فـ ليس بالوسع التخلص منها .. بالوسع خياتنها فقط” 

“هل هناك ماهو أكثر رعباً في حياة إنسان كان يخبئ الحب في جيبه كسلاح أخير للدفاع عن نفسه؟” 

“سأظــل أنتقـد: في حــدود ما يستطيــع صبــري أن يكتــب...... والورق أن يحتــمل...... وعبــر هذا الانتقاد سأزيــد في ولائــي للقضية التي نعيــش جميعنا من أجلهــا...... وسنمــوت وهي تنبض لمــا تزل فينا” 

“ألست ترى أن التشاؤم هو الشجاعة؟ ألست ترى أن التفاؤل هو كذب وهروب وجبن؟ أنت تعرف أن الحياة قميئة وسيئة،فلماذا تواصل الأمل بها؟” 

“انني أريد أن أتكلم عن الموت . عن موت يحدث أمامك لا عن موت تسمع عنه. إن الفرق بين هذين الطرازين من الموت فرق شاسع لا يستطيع أن يدركه إلا من يشاهد إنسانا يتكمش بغطاء سريره بكل مافي أصابعه الراجفة من قوة كي يقاوم إنزلاقا رهيبا إلى الفناء.
**** 
إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت انها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونو درسا صغيرا للعيون الحية.” 

“أنا لست منحدرا من صلب دولة تسأل بين الفينة والآخري عن أخبار رعاياها.” 

“وإذا كان التحرير ينبع من فوهة البندقية، فان البندقية ذاتها تنبع من ارادة التحرير” 

“إنني أحبك كما لم أفعل في حياتي، أجرؤ على القول كما لم يفعل أي انسان وسأظل” 

“وأعرفُ أيضًا أن حُبَكِ يستحقُ أن يعيشَ الإنسانُ له” 


“المــوت هو خلاصــة الحيــاة” 

“في عين كل رجل –يموت ظلما- يوجد طفل يولد في نفس لحظة الموت” 

“يدهشني ذلك النوع من البشر الذي يحس بسعادة طاغية ولا توصف لمجرد أنهم لم يموتوا في الليلة الماضية !” 

“‎ ولستُ أريدك بعد : لا درعا ولا زورقا ولا وعدا . أخلعك عن شجرتك ، عن عمرك ، عن معجزاتك .. كما يسترد العاري قميصه المعلق على خطاف من السماء .. وأقول لك : لم يعد يوجد في جدار اوهامي مكان لمسمار جديد ، أعلق عليه وعدا بالأصوات التي لم أسمعها قط” 

“الشجــاعــة ...هــي مقيــاس الإخــلاص” 

“قد أكونُ مجنونا لو قلتُ لك أنّ كل الأبواب يجب ألا تفتح إلا من جهةٍ واحدة، وأنها إذا فتحت من الجهة الأخرى فيجبُ اعتبارها مغلقة لا تزال، ولكن تلك هي الحقيقة.” 

“وضحك بقوة ، وشعر بأنه عبر تلك القهقهة العالية كان يدفع بكل ما في
صدره من اسى وتوتر وخوف وفجيعة الى الخارج ، ورغب فجأة في ان
يظل يقهقه ويقهقه حتى ينقلب العالم كله ، او ينام ، او يموت ، او يندفع
خارجًا الى سيارته” 

“كان مشوشا ولم يكن بوسعه أن يهتدي إلى أول طريق التساؤلات كي يبدأ!” 

“شيء مضحك أن يضع الإنسان نفسه في سيارة ، مستفيداً من الحضارة ثم تبقى المسافة بينه وبين إنسانيته معطلة تماماً” 

“إن الإنسان في نهاية الأمر قضية” 

“لقد احتجت إلى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدق أنكَ فقدت شجراتك وبيتك وشبابك وقريتك كلها ...” 

“لن آت إليك..بل عد أنت لنا..عد..لنتعلم من ساق ناديا المبتورة من اعلى الفخذ ماهي الحياة، وما قيمة الوجود..عد يا صديقي فكلنا ننتظرك.” 

“أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقه؟ لست أدري” 

“إن كــل يـــوم يحــفــر فــي صمــودي صـدعــاً لا يعــوض ......وكــل لحظــة تصفــح وجهــي بحقيـقـة أمــر مــن حقـيـقـة” 

“أنت نبيّة هذا الظلام الذي أغرقتني أغواره الباردة الموحشة وأنا لا أحبك فقط ولكني أؤمن بك مثلما كان الفارس الجاهلي يؤمن بكأس النهاية يشربه وهو ينزف حياته، بل لأضعه لك كما يلي: أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقي بالله والصوفي بالغيب. لا. كما يؤمن الرجل بالمرأة” 

“الخنساء لم تصب بالعمى لكثرة ما رثت أخوتها القتلى وبكتهم –كما هو شائع في كتب الأدب-ولكنها رثت قتلاها وبكتهم لأنها كانت (عمياء) منذ البداية! إنها لم تر في الموت غير الموت. إنها لخطيئة مميتة أن لا نرى في الموت غير الموت” 

“أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين..كلام الجرائد لا ينفع يابني،فهم-أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة و في غرف واسعة فيها صور و فيها مدفأة،ثم يكتبون عن فلسطين،و عن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها.” 

“لا شيء. لاشيء أبداً . كنت أفتش عن فلسطين الحقيقية .
فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة، أكثر من ريشة طاووس،أكثر من ولد، أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم.
وكنت أقول لنفسي : ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهريه ، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون .ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرءالسلاح ويموت في سبيلها، وبالنسبة لنا أنتِ وأنا ، مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة،وانظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار ... غباراً جديداً أيضاً!
لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط ، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل، وهكذا كان الافتراق، وهكذا أراد خالد أن يحمل السلاح.
عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل،ولذلك هم يصححون أخطائنا، وأخطاء العالم كله ... !” 

“انا احكي عن الحرية ،الحرية التي هي نفسها المقابل” 

“ولكن، يا سيدي، هناك مشكلة بسيطة تؤرقني وأشعر أن لا بد لي من قولها.. إن كثيرا من الناس، إذا ما شعر أنه يشغل حيزا من المكان، يبدأ بالتساؤل: "ثم ماذا؟" وأبشع ما في الأمر أنه لو اكتشف بأنه ليس له حق "ثم" أبدا.. يصاب بشيء يشبه الجنون، فيقول لنفسه بصوت منخفض: "أية حياة هذه! الموت أفضل منها" والصراخ، يا سيدي عدوى، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: "أية حياة هذه!.. الموت أفضل منها" ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر..
سيدي..
أخشى أن يكون حساؤك قد برد فاسمح لي أن أنصرف!” 

“باستطاعتك أن تغادر حيفا ، أن تهرب من حيفا .. ولكنك يوم سياتي لابد من ان تصحو .. وتكتشف .. وتندم ..” 

“اكتبي لي في هذه اللحظة و قولي لي سأظل معك و سنظل معاً .” 

“الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى ، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاستي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف...” 

“أوتحسب أن حياتك هنا أفضل كثيراً من موتك؟ لماذا لا تحاول مثلنا؟ لماذا لا تنهض من فوق تلك الوسادة و تضرب في بلاد الله بحثاً عن الخبز؟ هل ستبقى طول عمرك تأكل من طحين الإغاثة الذي تهرق من أجل كيلو واحد منه كل كرامتك على أعتاب الموظفين؟ -أبو الخيزران/رجال في الشمس” 

“الحب العنيف ، الذي كانت تسميه دوامة تغوص في مستنقع ، لم يستطع ان ينسيها القضية .. بل كانت تتعذب في سبيل أن تفهمني أن حياتنا ليست شيئاً .. وانها تبلغ ذروة قيمتها لو قدمت من اجل سعادة آلاف عيرنا …” 

“الــدم الذي يحتــرق في ..لا قيــمة له علي الإطــلاق...فهــو دم يليق بانســان عجــوز...نصــف مــيــت...نصــف ســاكــن...ليــس فــي صــدره ســوي صنــاديــق المــاضي المقفــلة...أمــا مستقبــله فمجــرد شمعــة تضــيء آخــر لهبـهــا...كــي تنطفــيء...كــي ينتهــي كــل شــيء!!” 

“لقد اكتشفت انا -كما يجب أن تكون اكتشفت أنت منذ زمن بعيد - كم هو ضروري ان يموت بعض الناس ...من أجل أن يعيش البعض الآخر..انها حكمة قديمة ..أهم ما فيها الآن ...أنني أعيشها” 

“ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر.” 

“الحب وحده لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفاً” 

“الأشباح ماتوا ..قتلتهم الفيزياء..و ذوبتهم الكيمياء..و أرعبتهم العقول” 
 غسان كنفاني



هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق