لماذا يصاب الإنسان بالمرض مع أنه يتناول كفايته من البروتينات والنشويات والدهون على شكل طعام لذيذ تشتهيه نفسه؟
السبب هو أن الطعام يتكون من:
1- عناصر غذائية كبرى هي البروتينات والنشويات والدهون، وهذه العناصر تبقى في الطعام حتى لو تعرّض للحرارة او التصنيع أو التكرير. والطعام الذي به هذه العناصر مشبع ويمكن أن تستمر الحياة به لفترة طويلة دون مشاكل (لأن الجسم يحتفظ بمخزون من العناصر الغذائية الصغرى).
2- عناصر غذائية صغرى هي الفيتامينات والمعادن، وهذه تتأثر بشدّة عند معالجة الطعام بالحرارة أو عند تكريره أو تصنيعه. والطعام الذي به العناصر الغذائية الكبرى ولكنه يفتقد للعناصر الغذائية الصغرى لا يلبي حاجات الجسم من نمو وحماية حيث يدخل القناة الهضمية ويخرج منها دون أن يستفيد الجسم من معظمه بل يخزن الطاقة منه على شكل دهون وسمنة!!
والعناصر الغذائية الصغرى توجد بكميات قليلة جداً (تقاس بالمليغرام) وهي لا ترى بالعين المجردة وليس لها لون ولا رائحة، لذا لا يشعر الإنسان بفقدها في طعامه. وعلى الرغم من ذلك فالعناصر الغذائية الصغرى مهمة جداً للصحة، فاستفادة الجسم من العناصر الغذائية الكبرى استفادة تامّة يعتمد على توفر العناصر الغذائية الصغرى في الطعام.
وكمثال للدور الكبير الذي تلعبه العناصر الغذائية الصغرى في الصحة نقدم عنصر المنجنيز، فهو من العناصر الغذائية الصغرى التي لا يحتوي جسم الإنسان منه إلا على حوالي 10 ملغرام.
وهو عنصر معدني يعمل ضمن الجهاز الهضمي كعامل مساعد لعدد من الإنظيمات (الإنزيمات) المسؤولة عن إطلاق الطاقة من الطعام مما يجعل الطاقة (من البروتينات والنشويات والدهون) قابلة لاستخدام الجسم والدماغ لها.
فتوفره في الجسم يسرّع من عملية حرق الطاقة، وعدم وجوده يبطىء منها.
وما الاحساس بالخمول والنعاس بعد تناول الطعام بفترة إلا دليل على افتقار الجسم للمنجنيز. وأحد الأسباب المهمة للسمنة هي افتقار الأطعمة المكررة للعناصر الصغرى بشكل عام وافتقاره للمنجنيز بشكل خاص.
ومن المهم معرفة أنه لا يمكن للجسم تمثيل الثيامين (فيتامين ب1) والاستفادة منه بدون وجود المنجنيز.
كما يؤثر المنجنيز على كل أجهزة الجسم تقريباً فالهيكل العظمي يحتاجه لبناء عظام قوية صحيحة.
وتحتاجه العضلات لتتحرك بمرونة.
ويحتاجه الجهاز التناسلي لانتاج الهرمونات.
ويحتاجه الدماغ للتبادل العصبي مما يدعم قوة الذاكرة ويضمن الاستقرار العاطفي بإذن الله.
ويعكف العلماء حاليا على دراسة احتمالات تأثيره في التخلص من علل عقلية مثل الصرع والشيزوفرانيا.
والمنجنيز مضاد أكسدة حيوي لأنه يعمل كمساعد للجسم عند إنتاجه لأهم إنظيم مضاد للأكسدة وهو إنظيم سوبر أوكسايد دسميوتيز superoxide dismutase . ومن المعروف أن وجود مضادات الأكسدة في الجسم يمنع انتشار الجذور الحرة التي تؤدي إلى تدهور الخلايا.
وأفضل مصادر المنغنيز هي الخضراوات الورقية مثل السبانخ والسلق والخس والبصل الأخضر والأناناس والمكسرات النيئة (غير المحمصة ولا المملحة) والدبس والعنب والثوم والحبوب الكاملة (وهنا تبرز ضرورة استبدال الأرز الأبيض العادي بالأرز الأسمر غير المقشور لمن يريد الصحة ويسعى للتخلص من السمنة). ويمكن الحصول عليه عن طريق المكملات الغذائية ولكن يبرز هنا احتمال حدوث تسمم نتيجة زيادة الكمية، لذا أخذه من الطعام من مصادره الطبيعية أسلم.
ولكن هناك عوامل تؤثر على محتوى الأطعمة من المنجنيز فعملية طحن الحبوب وفصل نخالتها تؤثر بشكل كبير على محتوى المعادن فيها ومن بينها المنجنيز.
والمنجنيز من المعادن التي تخرج من الجسم عن طريق العرق فالذين يتعرقون كثيرا يحتمل ان يكون لديهم نقص في المنجنيز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق