هل يؤكل بذر الكتان مطحونا أم لا؟



تتضارب المعلومات المتناقلة في جلساتنا الحالية حول تناول بذر الكتان مطحونا أم كحبوب كما هو. وحقيقة الأمر بأن لكل شكل من أشكال بذر الكتان فائدته الخاصة به؛ اذ يعد بذر الكتان غير المطحون مصدرا جيدا للألياف الغذائية غير الذائبة في الماء والتي بدورها تساعد على تنشيط الحركة الدودية في جسمنا فتنظم بالتالي حركة الأمعاء وتساعد في معالجة الإمساك. ولا يستطيع جسمنا أن يهضم بذر الكتان غير المطحون لأنه غير ذائب في الماء، فعادة ما يمر عبر جهازنا الهضمي من دون أن يتأثر بأنزيمات وأحماض جهازنا الهضمي مما يجعلنا نتخلص منه عبر البراز كما هو.

أما بذر الكتان المطحون، فيعد مصدرا غنيا بالأحماض الدهنية الثلاثية؛ اذ تسهم عملية الطحن في التخلص من القشرة الخارجية والسماح لنا بالاستفادة من محتوى بذرة الكتان الداخلي. وتعد الأحماض الدهنية الثلاثية في بذر الكتان من المصادر الغذائية المتوفرة والضرورية لصحة ذاكرتنا واعتدال مزاجنا وصحة الشرايين والأوعية الدموية، ولدعم جهازنا المناعي. ويفيد تناول الأحماض الدهنية الثلاثية في التحكم في مستويات الدهون الثلاثية في الدم، المعروفة باسم الترايغليسريدات، اضافة الى مستويات كل من الكولسترول الإجمالي والكولسترول الضار.

وتحتوي ملعقة الطعام من بذر الكتان المطحون على 37 سعرة حرارية وغرامين من الألياف الغذائية التي عادة ما تسهم في خفض حدة وأعراض الإمساك. وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى دور هذه الألياف الغذائية في الوقاية من السرطان وتحسين أعراض فترة انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء، وما نزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث للمشورة العلمية بذلك. كما ويعد بذر الكتان مصدرا غنيا بعنصر المنغنيز، ومصدرا جيدا لكل من فيتامين ب 6 وحمض الفوليك.

سواء كان مطحونا أم غير مطحون، فينبغي أن نتناول بذر الكتان باعتدال وبمعدل 2 الى 4 ملاعق طعام يومية من دون الإكثار من تناوله لأن بذر الكتان قد يتعارض مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم. لذا فإننا ننصح بمراعاة الحذر عند تناوله لدى من يتلقى علاجات تعنى بمنع تجلط الدم، مثل الأسبيرين والهيبارين أو الكومادين (الوارفارين). 

ويمكن شراء بذر الكتان كحبوب وحفظه في إناء محكم الإغلاق في مكان بارد وجاف لمدة ستة أشهر على الأقل، أو  يمكن طحن حبوب بذر الكتان في المنزل على أن تخزن في الثلاجة في إناء داكن اللون ومحكم الإغلاق أو في إناء زجاجي محكم الإغلاق ومغطى بورق قصدير لمنع وصول الضوء اليه؛ إذ تتأثر الأحماض الدهنية الثلاثية في بذر الكتان المطحون بكل من الضوء والحرارة والأكسجين في الجو. ولا ينصح باستخدام بذر الكتان المطحون في الطبخ أو تعريضه لدرجات حرارية عالية لأنه يفقد من قيمته الصحية بكثرة. ويمكن أن يخزن بذر الكتان المطحون لمدة ستة أشهر إذا تمت مراعاة شروط تخزينه بحذر من خلال فتح الإناء يوميا لمدة قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق من أجل تناوله أو استعماله في السلطات، مع اللبن، أو في الساندويشات والحلويات البيتية كالمهلبيات.

تتيانا الكور



هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق