ممارسات خاطئة تضيع فيها وقتك عبثا


 لو فكر المرء بالوقت الذي مر بدون أن يقوم بالأشياء التي يتمنى القيام بها، أو بالوقت الذي مر بدون أن يتمكن من تنظيم وقته بالطريقة الأنسب، فإن النتيجة التي سيصل لها قد تكون صادمة بالنسبة له.

وحسبما ذكر موقع "LifeHack"، فإن المرء يمكن أن يضيع وقته أيضا من خلال قيامه بالأشياء الخاطئة. وتتضمن تلك الأمور ما يلي:

- السماح للأفكار السلبية أن تسيطر عليك: كثيرا ما نسمع ونقرأ عن قدرة أفكارنا السلبية على التأثير على حياتنا بشكل عام. ورغم أن النصائح المتعلقة بهذا الشأن تشير إلى ضرورة عدم التعامل مع تلك الأفكار وكأنها حقائق لا تقبل النقاش، إلا أننا ما نزال نتعامل معها على أنها كذلك بالفعل.
قد تصل نسبة الأفكار السلبية التي ترد على الذهن يوميا إلى حوالي 50 % من العدد الإجمالي للأفكار التي تقدر بنحو 70 ألف فكرة يوميا. لا يجب أن تلوم نفسك على هذه النسبة العالية من السلبية كون السبب في وجودها يعود لطبيعة التجارب التي مررت بها، لكن الخطأ هو عدم محاولة مقاومة هذه الأفكار. 
حاول أن تسأل نفسك هل هذه الفكرة حقيقة لا تقبل النقاش؟ وإذا لم تكن كذلك اسأل نفسك لماذا أنا مؤمن بها؟ وما التجارب التي مرت بي وجعلتني أقتنع بمثل هذه الأفكار؟ حاول أن تتحدى أفكارك السلبية حتى لا تسيطر على باقي يومك.

- تصديق من قام بإهانتك: لو عدت بالذاكرة لآخر مرة تعرضت فيها لنوع من الإهانة من أحد الأشخاص، ستجد على الأغلب أنك قمت بتكرار الإهانة بذهنك مرة بعد مرة وفي كل مرة تجد أن مشاعرك بالحزن والضيق بازدياد. مع الأسف يوجد الكثير من الناس الذين يعتقدون أنه يحق لهم إهانة الآخرين كيفما يريدون.
لكن رغم أن الإهانة الموجهة لك قد تقتنع بها وتسمح لها بإحباطك، إلا أنها في واقع الأمر تكون صادرة عن مشاعر انعدام الأمان لدى قائلها أو سوء تقديره وفهمه لحقيقة الموقف، أو لتدني مستواه التعليمي. تذكر أنه لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالضيق أو الحزن أو الإحباط أو أي من المشاعر السلبية الأخرى، إلا لو أذنت له بذلك.

- إقناع شخص آخر بأن يحبك: ما الذي يجب عليّ فعله كي أعجبها؟ كيف يمكنني إقناعها بأنها تحتاج لأن تكون بجانبي؟ هل سبق وأن مررت بهذه النوعية من الأفكار التي تدفعك بالنهاية للبحث عن الطرق التي تجعلك تسعى لإقناع الطرف الآخر بأن يحبك؟ الحقيقة التي يجب أن نتقبلها هي أنه في حال لم يمتلك الطرف الآخر الرغبة في الاستمرار معك، فإنه لا يمكنك فعل شيء يجعله يغير رأيه.
وهنا يبرز السؤال حول ما الذي يدفعك أصلا للسعي لإقناع شخص بضرورة وجودك معه وهو لا يرى قيمتك الحقيقية وأهميتك بالنسبة له؟ يوجد حولك ربما مئات الأشخاص الذين يحبونك بالفعل بدون الحاجة لإقناعهم بذلك، لذا تذكر أنك عندما تقوم بإضاعة الوقت بإقناع أحدهم أن يحبك، تكون فعليا خسرت فرصة الالتقاء بمن يحبك بالفعل.

- لوم نفسك على أخطاء الماضي: لماذا قمت بهذا؟ لماذا فعلت هذا؟ يا ليتني قمت بتصرف آخر مخالف للذي قمت به فعلا. يتعرض المرء لتلك الأفكار وما شابهها لأننا بشر وما يصدر عنا من أقوال أو أفعال يكون قابلا للخطأ والصواب. لذا تجد الجميع يحملون بداخلهم مشاعر الندم على العديد من المواقف التي مروا بها في الماضي. عليك أن تعلم بأن الماضي سيبقى ماضيا ولن يلتقي بالحاضر أبدا، لكن الماضي بمتاعبه وتجاربه القاسية يمكن أن يكون مصدرا ثريا للمعلومات والتجارب التي يمكن للمرء الاستفادة منها لصنع مستقبل أفضل. لذا توقف عن لوم نفسك والندم على أشياء مرت، وركز فقط على حاضرك وعلى تطبيق ما تعلمته في ماضيك ليكون مستقبلك بأبهى صورة.

- الحكم الخاطئ على الآخرين: قد تندهش من تصرفات البعض وتسأل نفسك هل من المعقول أن يتصرف بهذه الطريقة؟ لكن مثل هذه النوعية من الأفكار لا تؤدي سوى لإضاعة وقتك. لو سبق لك أن فكرت بهذه الطريقة اسأل نفسك من الذي منحك الحق لتحكم على الآخرين؟ هل سبق وأن عشت ظروفهم بتفاصيلها حتى تعرف كيف قاموا باتخاذ قرارهم الذي لم يرُق لك؟ دع الناس وشأنهم فتصرفاتهم مبنية على تجاربهم الخاصة التي قد لا تعلم أنت بها، لذا لا تضع وقتك بتحليل تصرفات الآخرين وانتقادهم.

- وضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك: من ضمن أهم مصادر إضاعة الوقت قيام المرء بمحاولة إرضاء الآخرين على حساب مصلحته الشخصية. ترى كم مرة وافقت على شيء طلب منك رغم أنك لم تكن تريد هذا بالفعل؟ كم مرة قلت نعم وأنت في الواقع تريد أن تقول لا؟ لو كنت تتصرف بهذه الطريقة فتأكد أنه سيأتي الوقت الذي تجد نفسك تقول فيه "يا ليتني اهتممت بمصلحتي أكثر من ذلك". لكن لنأمل أنه عندما يحدث هذا "لأنه بالتأكيد سيحدث"، أنك لن تكون قد تقدمت بالسن لدرجة لم تعد قادرا على القيام بما ندمت على عدم القيام به.
 علاء علي عبد



هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق