ليس مستغربا أن يشعر المرء بالندم عندما يتذكر لقاءه منذ أسبوع مع مديره في العمل والذي أراد وقتها أن يستفسر منه ما إذا كانت لديه مقترحات حول المشروع الجديد الذي تنوي الشركة تطبيقه. لكنه ورغم امتلاكه العديد من الأفكار، إلا أنه اكتفى بالنفي، وليفاجأ بعدها بقيام زملائه بتقديم العديد من المقترحات التي اقتنع بها المدير بالفعل وقام بتطبيقها، الأمر الذي أشعره بالندم على صمته وود لو تكلم.
مشاعر الندم نفسها ربما تنطبق عليك عندما تتذكر قيام أحد جيرانك بالشكوى لك من ابنه الذي يخرج يوميا لساعات متأخرة مع أصحابه، الأمر الذي جعلك تحادث ابن جارك بنفسك وتخبره بمخاوف والده، مما تسبب بإحراج جارك مع ابنه وودت حينئذ لو بقيت صامتا. وحسبما يذكر موقع "PTB"، فإنه يصعب على المرء في كثير من الأحيان تحديد التصرف الأنسب هل هو الكلام أم الصمت.
فيما يلي عدد من المواقف التي يجدر فيها الصمت:
- عندما لا يكون لديك ما تقوله: يقوم البعض أحيانا بالحديث لمجرد كسر الصمت الذي يخيم على المكان، لكن هذه النوعية من الكلام تكون غالبا مجرد ثرثرة بلا فائدة. يجب عليك أن تتجنب افترض أن هناك أمرا ما سبب هذا الصمت، فربما لا يكون لدى الطرف الآخر ما يقوله، لذا احرص على أن تتكلم عندما تملك ما تقول لكي تستحوذ على اهتمام من تتحدث معه.
- عندما تحتاج للسيطرة على ردة فعلك: في بعض الأحاديث الحادة كالمجادلات والنقاشات، تكون هناك احتمالية أن تعبر عن ردة فعلك بطريقة مؤلمة أو عدوانية. في هذه الحالة ربما تكون بحاجة لأن تصمت قليلا، وذلك للسيطرة على انفعالاتك والتعرف على حقيقة الموقف بدون انفعال زائد.
- عندما تكون الصراحة عديمة الفائدة: تعد الأحاديث الصريحة في كثير من الأحيان مستحبة لدى الجميع، لكن الصراحة لا تنطبق على كل أفكارنا وخواطرنا التي ربما لا تكون واقعية على الإطلاق. فعلى سبيل المثال؛ ليس من اللائق بأن تصارح قريبك بأنك تراه إنسانا بخيلا، فهذا لا يعد من المصارحة ومن المحتمل أن يجعل البعض يبتعدون عنك. أيضا لا يجب أن تخبر أحد الأشخاص عن سر أخبرك به شخص آخر، فمجرد قيامه بمنحك سره يعني أنه يثق بك لذا حاول ألا تخسر هذه الثقة.
- عندما لا تجد من يسمعك: ليست هناك جدوى من الحديث مع من لا يستمع لك، فالرسالة التي تحاول إيصالها له لن تصل بما أنه يرفض الاستماع لسبب أو لآخر، لذا يفضل لك أن تصمت بدلا من السماح لمشاعر الغضب أن تغزو فكرك بسبب اعتقادك بعدم اهتمام الطرف الآخر بحديثك.
وفيما يلي عدد من المواقف التي يجدر فيها الكلام:
- عندما تريد التعبير عن مشاعرك: من أجل حرصهم على الهدوء، يقوم الكثيرون بابتلاع مشاعرهم ومحاولة القيام بإخفائها رغم أن ظهورها يكون الحل الأنسب. فعلى سبيل المثال؛ لو قام أحد الأصدقاء بانتقاد عملك بطريقة غير منطقية أو غير بناءة، حاول أن تتحدث بعد أن تهدأ قليلا وتخبره باعتراضك على كلامه. وتذكر أن عدم اعتراضك سيجعل الأمور تتراكم شيئا فشيئا وربما تجد نفسك تنفجر بوجهه عند أول خطأ يقوم به، وذلك بسبب ما راكمت من مشاعر لم تعبر عنها.
- عندما تكون لديك القدرة على التغيير: في حال كانت كلماتك تحمل من الإقناع والقدرة على التغيير للأفضل يجب أن تتكلم. فعلى سبيل المثال؛ لو أن صديقك خسر وظيفته وشعرت بأن هذا الأمر أثر عليه سلبا لدرجة كبيرة، قم بمساعدته بكلامك من خلال لفت نظره للجوانب المشرقة كأن تذكره بمؤهلاته التي تجعل الكثير من الشركات تسعى خلفه.
- عندما يكون رأيك مطلوبا: لكل منا آراء وانطباعات حول الأحداث التي تمر بنا أو نسمع عنها، لذا لو طلب منك إبداء الرأي بمسألة معينة لا تتردد، ولكن احرص على أن يكون حديثك صادقا ودبلوماسيا.
علاء علي عبد
0 التعليقات:
إرسال تعليق