هل أنت من الأشخاص الذين يبذلون كل ما بوسعهم لإسعاد الآخرين؟ هل تقوم بتجاهل حاجاتك ومتطلباتك من أجل القيام بما يطلبه منك أحد الأصدقاء، لتجد بأنه لم يقدم لك حتى كلمة شكر لقاء ما قمت به؟
لو كان ردك على تلك الأسئلة إيجابيا، فاعلم أنه قد حان الوقت لتغيير شيء من طباعك، فاستمرارك بالطريقة نفسها، سيجعلك تتخلى عن إمكانية التعبير عن رأيك أمام الناس، خوفا على مشاعرهم أو على نظرتهم تجاهك. فضلا عن هذا، فإن حرصك الدائم على مشاعر الآخرين، سيجعلك أسيرا بين حالتين إما أن تكون مسيطرا أو مسيطَرا عليه، ولن تجد حلا وسطا بينهما.
ولمحاولة تجنب الاستمرار بإرضاء الآخرين، ذكر موقع wiki How عددا من النصائح التي تتضمن ما يلي:
- الكتابة: قم بكتابة خمسة مواقف مرت بك وقمت خلالها بفعل أو قول يرضي من حولك، لكنه لا يعكس حقيقة ما تشعر به. حاول أن تتخيل ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث، لو قمت بالتعبير عن حقيقة ما يدور ببالك، واكتب توقعاتك تلك.
- قيّم مخاوفك: هل تجد أن مخاوفك التي وصلت إليها منطقية فعلا؟ قد تكون مخاوفك نابعة من مسألة أنك لو عبرت عن حقيقة ما يجول بخاطرك، قد تفقد رضا شخص معين أو أكثر، بل ربما تخشى أن تترك وحيدا، بسبب تعبيرك عن رأيك. لو كان الأمر كذلك، فاعلم أنك قد سجنت نفسك بسجن صنعته بيديك، وآن الأوان لتخرج منه، فرغم أن بعض من حولك قد اعتادوا على موافقتك لآرائهم، إلا أنه عليك أن تعي بأن عدم تقبلهم لرأيك يجعلهم لا يستحقون منك بذل الجهد للاحتفاظ بهم أصلا.
- قم بوضع الحدود لتعاملك مع الآخرين: هل تضع حدودا معينة في التعامل مع من هم حولك؟ حاول أن تتعرف على تلك الحدود وتعرف على ما يكون مقبولا وغير مقبول بالنسبة لك. ترى هل تتقبل غير المقبول وتتحمل غير المحتمل في سبيل إرضاء غيرك؟ لو كان الأمر كذلك، فعليك أن تبدأ من الآن بوضع الحدود المناسبة في التعامل، كي تحصل على الاحترام والتقدير اللذين تستحقهما.
- انتبه للبيئة التي تربيت بها: ينشأ البعض في بيئة تعلمه بأن الطريق الوحيد لإيجاد القبول من الآخرين، هو القيام بما يريدون بصرف النظر عما نريده نحن. هل سبق وأن طلب منك تجاهل جميع احتياجاتك في سبيل القيام بما يرضي الناس من حولك؟ لو كان ردك بالإيجاب، فاعلم أنك في حقيقة الأمر تقوم بتعريض نفسك للإساءة، ولن تتمكن مطلقا من بناء شخصيتك بما أنك تتوارى خلف آراء الآخرين.
- لا تقيم نفسك بناء على ما تقدمه للآخرين: نعلم جميعا أنه من النبل أن نساعد غيرنا ونلبي حاجاتهم، ولكن يجب أن يكون تقديم المساعدة بناء على رغبة منا، وليس أمرا نجبر على تنفيذه. لذا لو كنت تقدم المساعدة لغيرك تجنبا لمشاعر الندم التي ستشعر بها إن لم تفعل، فاسأل نفسك هل ترغب بأن يقدم لك أحد الأشخاص المساعدة للسبب ذاته؟ وفي حال كنت تتجاهل حاجاتك من أجل تقديم تلك النوعية من المساعدة، هل تجد أن هذا التصرف منطقي بالفعل؟
- ابدأ بالتعبير عن رأيك واخرج من دائرة الصمت: لو اتفق عدد من أصدقائك على الذهاب إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام، ولكنك كنت ترغب بحضور مباراة، أو حتى ترغب بالبقاء في المنزل مع عائلتك، فلا تتردد في التعبير عن هذا الأمر. تذكر أنه ليس من الخطأ أن تعبر عن رأيك خصوصا وأنك لا تفرضه على أحد، فالذي تقوم به ما هو إلا تذكير لمن هم حولك بأنك فرد مستقل لك احتياجاتك ومتطلباتك الخاصة. علما أن عدم تقديم المساعدة لك مثلما تقدمها أنت لغيرك، قد يكون بسبب أنك لا تعبر بشكل واضح عن آرائك، بعكسهم هم الذين لا يترددون عن ذكرها بدون خوف أو قلق من ردة فعل الآخرين تجاههم.
- قم بعمل شيء لنفسك: فكر بشيء يسعدك وترغب في أن تقوم به ونفذه مباشرة بدون النظر لردة فعل الآخرين عليك. طبعا لا أعني هنا أن تقوم بما هو غير مألوف، لكن ما أود الوصول إليه هو أن نعلم بأنه ورغم أن آراء الناس تعد عناصر في حياتنا، لكنها لا يجب أن تكون هي العناصر التي تحدد لنا ما نريد.
- كن معتدلا في تعاملك: نعلم أن الضعف صفة لا نحب أن تطلق علينا، لكن وفي الوقت نفسه فإن اللامبالاة وعدم الاكتراث أيضا من الصفات المذمومة. لذا يجب أن تجعل تعاملك مع الآخرين بطريقة متوازنة. واعلم أن من يسعون لإرضاء غيرهم غالبا ما يعانون من ضعف الشخصية، بينما نجد أن اللامبالين يعانون من الأنانية. لذا حاول أن تبتعد عن هذا وذاك، وكن وسطا من خلال الاهتمام بنفسك وبالآخرين، لتجعلهم يهتمون بك أيضا، ويعلمون أنك فرد مستقل ولست مجرد تابع.
علاء علي عبد
0 التعليقات:
إرسال تعليق