عندما يفقد الإنسان شخص عزيز عليه بالوفاة فإن هناك مشاعر وأحاسيس وتغيرات تحدث فور حدوث الفقدان وما بعده ولفترة من الوقت قد تصل لبضعة شهور وأحياناً لسنوات.
فالمرحلة الأولى هي الصدمة والإنكار وعدم تصديق الخبر وخصوصاً إذا كان الموت مفاجئ ، وكأن هذا الإنكار هو وسيلة الدفاع لتخفيف وطأة الحزن من إدراك الموت ولابد من أن يكون هذا قاسي على الإنسان ، ويمر في المرحلة الثانية وهي الغضب الذي قد يوجه للأطباء أو لمن كان مع المرحوم أو حتى على المتوفي نفسه بأنه ترك وغادر في وقت غير مناسب ، وتترافق هذه المشاعر مع الإحباط والبكاء ، وتزداد حدة هذه المرحلة إذا كانت الوفاة نتيجة لجريمة أو اعتداء كان فيه المرحوم بريئاً . ويدخل الإنسان في المرحلة الثالثة عندما يبدأ الشعور بالذنب يسيطر عليه ويغرق في الذكريات وتحليلها وربط كل شيء بالوفاة أو أسبابها وقد يضع لنفسه شروط ووعود للوفاء للمرحوم غير واقعيه وكأنه يفاوض نفسه على التعامل مع هذا الفقدان ، ولكن هذا التفويض ينقل صاحبه للمرحلة الرابعة وهي الإكتئاب والحزن والبكاء وإدراك أبعاد الفقدان وعدم القدرة على إستعادة الماضي وضرورة إكمال الحياة بدون المرحوم وهذه المرحلة قد تطول أوتقصر اعتماداً على عوامل كثيرة ، منها علاقة الشخص بالمتوفى وقدرته وإستعداده وإيمانه وتركيبه النفسي والوضع الإجتماعي ووجود آخرين مقربين له ، وعندما يتمكن من تجاوز هذه المرحلة يصل لمرحلة القبول والتكيف مع الوضع وتنتهي الحسرة وتبقى الذكريات ، قد تكون هذه المرحلة الخامسة بعد أسابيع في الحالات البسطة وقد تستمر لسنه كاملة .
هذه المراحل تعتبر مراحل طبيعيه ولا تتطلب علاج بل أنها تتطلب إدراك الحدث وعدم الهروب ، والطلب من الناس عدم البكاء على الميت غير صحيح لأن البكاء هو أمر صحي ومرحله على طريق التأقلم ، وهناك من يستعين بالمهدئات حتى لا يبكي وهذا خطأ لأن المهدئات ستعيق التسلسل في هذه المرحلة .
عندما تطول مدة الحسرة أو تتحول للإكتئاب وخوف وقلق أو تؤدي لتهيؤات والخيالات وتغير السلوك تصبح بحاجه لتقييم المعالجة .
مستشار الطب النفسي
الدكتور وليد سرحان
0 التعليقات:
إرسال تعليق