بحيرة ناترون في تنزانيا، وهي واحدة من أكثر البحيرات هدوءاً في أفريقيا، لكنها أيضاً مصدراً لأغرب القصص التي قد تسمعها في حياتك. فعندما ترى صورة لكائن حي يسبح في تلك البحيرة سيبدو لك وكأنه تحول إلى حجر ليتبادر إلى ذهنك الأساطير القديمة التي كنا نحب قراءتها في قصص الخيال، ومثال على ذلك ميدوسا، تلك المرأة الموجودة في أساطير الأغريق التي لها شعر مكون من أفاعي حية تسعى وإذا حدقت في عينيها لثانية ستصبح جماداً. وهذا الاعتقاد قد ساد كثيراً في أفريقيا إلى أن ظهر التفسير العلمي والمنطقي لذلك.
لكن ما هو التفسير العلمي لما يحدث للكائنات الحية التي تسبح في تلك البحيرة؟
تتميز مياه تلك البحيرة بارتفاع نسبة الأحماض مما يجعلها لاذعة جداً ويمكن أن تحرق جلد وعيني أي حيوان يسبح هناك ما لم يكن متأقلماً ومعتاداً عليها. ويحدث هذا نتيجة لوجود كربونات الصوديوم والمعادن الأخرى التي تتدفق إلى البحيرة من التلال المحيطة. وكربونات الصوديوم هذه التي كان يستخدمها قدماء المصريين في التحنيط، تعمل كمادة حافظة ممتازة لتلك الحيوانات المسكينة التي تنفق في البحيرة فتحنطها ولكن بعد أن تموت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق