حبابة هي جارية من جواري المدينة المنوّرة، فإمرأة اسمها لاحق الملكيّة. اشتراها يزيد بن عبد الملك وهو أمير، فسمع به أخوه سليمان فغضب وطلب منه أن يبيعها. فباعها إلى رجلٍ من إفريقيا. ولمّا تولّى الخلافة بعد موت أخيه، اشتراها مرّةً أخرى وبقيت عنده إلى آخر حياتها. وكانت على جانبٍ من الحُسن والجمال.
تقول الحكاية؛ كان للخليفة قصرٌ في إربد كان ينزله متى أراد، وكان يستخدمه للهو والسرور والاستراحة في رحلات الصيد التي كان يقوم بها في الصحراء الأردنية، وفي إحدى المرات قام برحلة تنزه إلى بيت راس واخذ يلهو هناك مع جاريته حبابه ويأكلان الرمان والعنب، حتى شرقت هذه الجارية بحبة عنب فلفظت أنفاسها بين يديه، فجن جنونه على موتها بهذه الصورة المفجعة، فأبقاها ثلاث ليال وهو يشمها ويقبلها، ويذرف الدمع على فراقها، حتى عاب عليه أقاربه وحاشيته ما يصنع، فأذن لهم بغسلها ودفنها في ثرى بيت رأس.
وكان ينام معها وكأنها لم تمت ويعمل بها ما يشاء حتى وان تعفنت ورماها في النهر . أما الخليفة يزيد فقد رجع إلى قصره في إربد، ومكث بعدها أربعين يوما، ثم لفظ أنفاسه حزنا عليها، وقيل انه دفن حيث مات في إربد، والأرجح أنه نقل على أكتاف الرجال إلى دمشق ليوارى هناك في حدود سنة 105 هـ/724 م.
0 التعليقات:
إرسال تعليق