الاستاذ الدكتور عيسى شاهين*- تزوج اينشتين (1879-1955) عام 1903 من زميلته في الدراسة، والتي تكبره بثلاث سنوات، ميليفيا ماريك، وفي عام 1886 اكتُشفت مجموعة من الرسائل المتبادلة بين البرت اينشتين وزوجته ميليفيا، يزيد عددها على 400 رسالة كانت مودعة احدى خزائن احد بنوك ولاية كاليفورنيا. عرضت هذه الرسائل للبيع بالمزاد العلني في مدينة نيويورك نتيجة لنزاع بين الورثة.
كتبت معظم هذه الرسائل باللغة الالمانية، وكشفت عن تفاصيل مظلمة من حياة اينشتين الزوجية، بدا من خلالها انسانا غير متوازن عاطفيا، فهو يتقلب بين الرقة والفظاظة في علاقته مع زوجته ميليفيا، وبين الحنو والقسوة في تعامله مع والديه هانز وادوارد. اما ابنته فتلك حكاية اخرى، فقد عرضها للتبني. وبات مصيرها مجهولا.
وبالرغم من التمجيد الهائل الذي ناله اينشتين من المؤسسات العلمية والاعلامية كفيزيائي ومدافع عن حقوق الانسان، الا ان ما خفي من حياته الشخصية دل على جانب مظلم لحياته الشخصية والمهنية.
ففي عام 1914 كان زواج اينشتين وميليفيا على وشك الانهيار، وكان البرت على علاقة غرامية بابنة خالته السا، والتي اصبحت زوجته الثانية مباشرة بعد طلاقه من زوجته الاولى، بعد ان فشلا في المحافظة على استمرار هذا الزواج ولو شكلا، بالرغم من الشروط القاسية واللانسانية التي فرضها اينشتين على زوجته ميليفيا وقبلت بها من أجل اطفالها ونوردها هنا للاطلاع:
أ- بجب عليك التأكد من
1- اعداد ملابسي في حالة جيدة.
2- تناول وجباتي الغذائية الثلاث بانتظام في غرفتي.
3- المحافظة على غرفة نومي، ومكتبي الذي يترك لاستعمالي الشخصي فقط.
ب- التوقف عن اي نشاطات اجتماعية مشتركة، وعلى وجه التحديد:
1- الجلوس معا في المنزل
2- الخروج او السفر معا.
ج- مراعام التالي في تعاملك معي:
1- الامتناع عب اي علاقات حميمة تحت اي ظرف.
2- التوقف عن الكلام عندما اطلب ذلك منك
3- مغادرة مكتبي او غرفة نومي فورا ودون احتجاج عندما اطلب ذلك
4- الامتناع عن التقليل من شأني امام اولادي سواء بالحديث او التصرف.
بعد طلاق البرت وميليفيا، لم يعد يرى ولديه هانز وادوارد، وعلق هانز على ذلك بقوله "من المحتمل ان المشروع الوحيد الذي تخلى عنه هو انا".
اما الابن الأصغر ادوارد فكان يعاني من الشيزوفرينيا وتوفي في احدى المصحات.
استمر اينشتين على علاقاته النسائية بعد زواجه من ابنة خالته، ولم تنقطع هذه العلاقات حتى بوفاتها عام 1936. وما كانت هذه العلاقات لتدوم، فما ان ما تبدأ حتى كان يفتر تجاهها ويبدأ في البحث عن مغامرة جديدة.
اما عن الانتاج العلمي، فقد اظهرت رسائل الحب المتبادلة بينه وبين زوجته الاولى انهما وخلال دراستهما معا كانا يناقشان عملهما المشترك، وكان في نيتهما القيام بأبحاث مشتركة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل شاركت ميليفيا (فيزيائية ورياضية متميزة) في مجموعة
الاوراق العلمية المهمة التي نشرت تباعا عام 1905، وتتناول الحركة البراونية للجزيئات، النظرية النسبية الخاصة، النظرية الفوتونية للاشعاع.
ويؤكد بعض النقاد ان ميليفيا قد قامت بالجزء الأعظم من هذه الاعمال، الا ان البيانات بقيت ضئيلة على ذلك، واهمها ما ورد على لسان العالم السوفييتي "ابرام جوفي" عام 1955 بأنه رأى نسخة أصلية عن هذه الاعمال موقعة باسم اينشتين وميليفيا.
ولا زال الامر موضع جدل واخذ ورد حتى الآن.
ان سرقات اينشتين العلمية لم تقتصر على زوجته ميليفيا، بل تعدتها الى عدد من الفيزيائيين الآخرين.
ان احد الاسئلة الذي سيظل موضع نقاش هو: ما هو مقدار ما اخذه اينشين من اعمال كل من "هندريك لورنتز" و "هنري بوينيكار"، عند صياغة النظرية النسبية الخاصة، نظرا لوجود تطابق بين ما نشره اينشتين عام 1905 وما نشره لورنتز عام 1904، وما نشره بوينيكار في نفس الفترة، رغم ادعاء اينشتين بأنه لم يطلع على هذه الاعمال قبل نشره لنظرية النسبية الخاصة.
ومن الحقائق التي تثير الشك وتوحي بأن اينشتين كان عن عمد يخفي المصادر العلمية التي اعتمد عليها هي ان النشرة العلمية لهذه النظرية لم تحتو على اي مصدر من المصادر.
ومن احد اقواله والتي تبين صفة اخفاء مصادر معرفته قوله:
"ان السر في الابداع يكمن في قدرتك على اخفاء مصادر المعرفة لديك".
كذلك تحوم شبهات السرقة العلمية حول النظرية النسبية العامة، لوجود تشابه كبير بين ما نشره اينشتين في نوفمبر 1915، وما نشره "ديفيد هلبرت" عن هذه النظرية قبل اينشتين بخمس ايام، ولقد تبادل الاثنان حينئذ الأخذ والرد حول الموضوع لبعض الوقت.
وتفارقت الادعاءات والاتهامات حول شخصية اينشتين بين مدع بأنه سارق متعمد، وبأنه مجرد ضل الطريق. ويُظن ان هذا التفاوت في اتهام اينشتين بهذه السرقات يعود الى ثلاثة أسباب رئيسية:
1- اللاسامية: بمعنى ان معظم النقاد الأوائل لاينشتين، عندما كان يعيش في المانيا، كانوا ينتمون الى الحزب النازي الذي كان مسيطرا على الحياة السياسية.
2- التمجيد غير المعقول ولا المقبول من جمهرة الفيزيائيين مما رفعه فوق مستوى البشر.
3- دعم الحركة الصهيونية العالمية له، دعما للفكر الصهيوني اللانساني والقاضي بتميز الشعب اليهودي.
ومنذ عام 1920 وحتى نهاية حياته عمل اينشتاين على نظرية توحيد القوى، من دون ان يحرز اي نتيجة، وتوفي في ابريل 1955 أثناء نومه في مستشفى برنسن ووجد على مكتبه في الغرفة آخر عبارة لم يكملها تتعلق بتهنئة الى دولة اسرائيل في يوم الاستقلال.
وكان في وقت سابق من عام 1950 قد منح في وصيته كل تراثه المكتوب للجامعة العبرية في القدس والتي لا زالت موجودة فيها حتى الآن.
ويؤخذ على اينشتين انه كان من مؤيدي انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد عرض عليه في عام 1952 بعد وفاة رئيس اسرائيل حاييم وايزمن ان يصبح الرئيس الثاني لهذه الدولة، ولكنه رفض مدعيا بأنه غير مناسب لهذا المنصب، وانه اصبح متقدما في السن لدرجة كبيرة.
اينشتين عندما كان يعمل في مكتب تسجيل براءة الاختراعات السويسري كممتحن مساعد 1902
* استاذ الفيزياء في الجامعة الأردنية الألمانية
0 التعليقات:
إرسال تعليق