الغضـب وتأثيـره علـى الصحـة النفسيـة والجسديـة



د. حنان جميل هلسة

تعريف الغضب: باللغة العربية نقيض الرضا، والغضب منه المحمود ومنه المذموم .‏  المحمود ما كان في جانب الحق،  والمذموم ما كان مجانباً لذلك.  وغضوب في اللغة العربية تعني عبوس , وفي اللغة الفرنسية هو عبارة عن تغير عنيف في المزاج وحركة عدوانية إزاء أحد ما أو شيء ما .
‏ 
الغضب بين الطبيعة والانسان :
 الغضب انفعال كانفعالات الطبيعة » أعاصير وبراكين وزلازل « وهو طبيعي ضمن حدود اعادة التوازن إلى الكائن الانساني فلا نجد الطبيعة تؤذي نفسها أبداً إنما تتعامل وتغضب بما يحقق التوازن دون أن يؤدي ذلك إلى موتها أو فنائها أو حتى أذية نفسها .‏ 
في حالات كثيرة ينتابنا انفعال الغضب ـ فنغضب ونثور كالبركان ونفقد قدرة التفكير والادراك والتحمل وتتلاشى محاكمتنا العقلية وتتكون في داخلنا رغبة ملحة لتكسير الأشياء حولنا فلا نرى ولا نسمع سوى فوران وغليان الغضب في أعماقنا وهذا يدفعنا لخسارة أشياء نعتز بها وتعتز بنا،  ثم نستيقظ بعدها على ألم الندم داخلنا. وتستثير مثيرات الحياة استجاباتنا المتعددة وانفعالاتنا المختلفة لا سيما الغضب حين ندرك وجود تهديد إما من خلال احساساتنا الخارجية وإما من عقولنا من خلال خيالاتنا الوهمية إلا أن فهم سيكولوجية الغضب وما ينتج عن ذلك الغضب من أحاسيس نشعر بها وأفكار وسلوك يمكن أن يكون الخطوة الأولى لكسر دائرة الغضب السلبي .‏ 

الآثار الصحية السيئة للغضب على الجسم‏ 
يؤثر الغضب على قلب الشخص الذي يغضب تأثير الجري على القلب وانفعال الغضب يزيد من عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة فيضاعف كمية الدم التي يدفعها القلب في الأوعية وبالتالي يجهد القلب لأنه يجبره على زيادة عمله عن معدلاته الطبيعية والانسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم وتتصلب شرايينه الدقيقة وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن تمرر تلك الكمية من الدماء التي يضخها قلب الغاضب وبالتالي ارتفاع ضغط الدم يعرض صاحبه لنزف دماغي صاعق يؤدي به الى جلطة قلبية أو حتى الموت المفاجئ وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجئ وعلى صعيد آخر يسبب ارتفاع السكر في الدم .‏ 

 عن علاج الغضب :‏ 

-العلاج السلوكي : يعد هذا العلاج فعال في حالات الغضب حيث يعدل في السلوك غير المستحب ويستبدله مع التدريب والتعلم بسلوك آخر أكثر ايجابية ويساعد الفرد على التكيف والتوافق مع المواقف الصعبة ويتم تدريب الفرد على ايقاف كامل أو مؤقت لتوتر عضلات الجسم والتنفس بعمق من خلال الحجاب الحاجز والتحدث الى النفس ببعض الكلمات التي تبعث الهدوء والراحة اضافة الى استحضار بعض المواقف المحببة من الذاكرة مستخدماً الإيحاء ليعيشها في خياله من جديد .‏ 

- العلاج المعرفي:  الذي يسعى لتغيير الأفكار اللا عقلانية ويحث هذا الأسلوب على التفكير الأكثر ايجابية و واقعية بشأن العالم وعلى التمييز بين الأفكار المنطقية والأفكار اللامنطقية عن الغضب وبذلك يكتسب الفرد مهارات نافعة وفعّالة في التفكير والشعور والتصرف .‏ 

-العلاج بالعطور: يستخدم العلاج بالزيوت العطرية في علاج التوتر والغضب والانفعال  
والعلاج بالفن والكتابة والرسم: من الأنشطة الابداعية التي تشعر صاحبها بالقدرة على الانجاز فضلاً عن أنها ترفع الحالة المعنوية والمزاجية للأفضل وتعتبر من الأساليب المقبولة للتعبير عن الغضب والتسامي به .‏

 إنّ الغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها , والتحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الانسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعهم وأخلاقهم .‏





هل أعجبك الموضوع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق