متلازمة كوتار, او متلازمة الجثمان السائر هي اضطراب نفسي نادر يتوهم المصاب به بأنه ميِّت (مجازياً أو حرفياً), غير موجود, متعفن أو فقد دماءه أو أعضاءه الداخلية. وفي حالات نادرة يتوهم المصاب بالخلود.
تحدث متلازمة كوتار عادةً للاشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية اخرى مثل الفصام او الاضطراب ثنائي القطب, وفي بعض الاحيان جراء صدمات نفسية او اصابات جسدية كحوادث السير وغيرها
سُميت هذه المتلازمة بهذا الإسم نسبة إلى طبيب الأمراض العصبية الفرنسي جول كوتار [2] الذي يُعتبر أول من اكتشفها وسماها بـ (هذيان النفي) في احدى المحاضرات سنة 1880. وصف المتلازمة بأنها متفاوتة الشدة, من خفيفة إلى حادة بحيث يشعر المريض المصاب بالحالة الخفيفة باليأس وكره الذات وفي الحالة الحادة بالاوهام الشديدة والاكتئاب المزمن.
قام كوتار في احدى محاضراته بوصف هذه الحالة – وهي لسيدة ذات اسم مستعار (Mademoiselle X) – حيث أنكرت وجود أعضاء كثيرة من جسمها أو حاجتها للطعام. فيما بعد تُوفيت هذه السيدة من الجوع.
العلامات والأعراض
العَرض الرئيسي في متلازمة كوتار هو "وهم الانكار" فالمصابون بهذه المتلازمة غالباً ما ينكرون وجودهم او وجود جزء معين من اجسادهم. تم اكتشاف ثلاثة مراحل مختلفة لهذه المتلازمة.
النشوء: يبدي المرضي في هذه المرحلة اكتئاب ذهاني ووساوس مرضية لا وجود لها من الاساس.
التفتح: تشخص هذه المرحلة بتطور كامل للمتلازمة ووهم الانكار.
مزمن: تشخص هذه المرحلة بأوهام شديدة واكتئاب مزمن.
الاشخاص المصابون بهذه المتلازمة عادةً ما يصبحون منعزلين عن الاخرين ويملون الى اهمال نظافتهم الشخصية وسلامتهم. مع مرور فترة من الزمن يؤدي هذا الوهم الى استحالة الاحساس بالواقع بالنسبة للمرضى, مما يؤدي الى تكون صورة مشوهة جداً عن العالم. كثيرا ما يتواجد هذا الوهم لدى مرضى الذهان الذين يعانون من الفصام. بينما متلازمة وهم كوتار لا تستدعي بالضرورة وجود هلوسات ولكن الاوهام القوية يمكن مقارنتها مع تلك الموجودة لدى مرضى الفصام.
الواقع المشوه
وصف الباحثان يونغ وليفهيد حالة معاصرة لمريض تعرض لأصابة دماغية إثر حادث دراجة نارية. اعراض المريض حدثت ضمن اطار الشعور بعدم الواقعية والموت. في يناير 1990, بعد خروجه من المشفى في إدنبرة, اخذته امه الى جنوب افريقيا حيث كان مقتنعاً بأنه ميت وتم اخذه الى جهنم (الذي اكد ذلك له هو درجات الحرارة هناك), وبأنه قد مات إثر تسمم الدم (الذي شكل خطوره عليه في بداية تعافيه) أو إثر مرض الإيدز (كان قد قرأ سابقاً اثناء وجوده في إدنبرة قصة عن شخص كان مصاباً بالايدز ومات جراء تسمم الدم) وأن روح امه كانت معه بينما هي بالواقع نائمة في إسكتلندا.
العلاج
هناك العديد من التقارير التي تحدثت عن نجاح العلاج بالدواء. فمضادات الإكتئاب ومضادات الذهان ومثبتات المزاج النفسي تستخدم للعلاج. المزج بين العلاج بالصدمات الكهربية والعلاج بالأدوية جاءت بنتائج إيجابية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق