"جسم الإنسان يتحمل بمقدار 45 وحدة ألم del كحد أقصى ... بينما عندما تضع الأم جنينها تشعر الى ما يصل 57 وحدة ألم del.. وهذا ما يساوي الألم الذي سيشعر به انسان عند تحطم أو تكسر 20 عظمة في جسمه معاً"
د. خوله مناصرة- ان قراءة متأنية ومتمعنة للمعلومة السابقة ستوصلنا الى استنتاج بأنها متناقضة، فإذا كنا كبشر نتحمل 45 ديل فهذا يعني ان 57 ديل فوق طاقة البشر، وان الجنس البشري كان ينبغي له ان ينقرض منذ زمن طويل جدا.
ورغم قناعتي المطلقة كأم بأن تجربة الولادة ليست نزهة، وبأن الأمهات يعانين الأهوال خلال الولادة، والحمل، وتربية الأطفال، وبأن كل أم تستحق الاحترام والمحبة.
لكن هذا لا يبرر هذا الادعاء غير الدقيق ولا المنطقي المنتشر على شبكة الانترنت.
علميا؛ لا يوجد مقياس اسمه "del" للألم، لكن في خمسينيات القرن الماضي كان هناك اقتراح بتسمية مقياس للألم باسم "dol" وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية (dolor) والتي تعني ألم.
لكن الفكرة لم تخرج الى حيز الوجود، لعدة أسباب، أهمها ان الألم أمر شخصي او ذاتي، فما يمكن ان يسبب لي ألم الى درجة كبيرة، قد يكون امرا محتملا ومعقولا بالنسبة الى شخص آخر، وهذا يعتمد على ما يسمى "شدة عتبة الألم pain threshold" لكل شخص.
ويستعمل العاملون في الحقل الصحي مقياس من 0-10 لمعرفة مقدار الألم الذي يعانيه المريض، ويعتمد ذلك على تصور المريض حيث يعتبر:
1-3 الم خفيف
4-5 الم متوسط
6-7 الم شديد
8-9 الم شديد جدا
10 الم لا يطاق.
وأعود ثانية الى موضوع الولادة، فإن آلام الولادة تختلف من امرأة الى أخرى، كذلك يختلف حجم الألم الذي تتعرض له نفس المرأة من ولادة الى أخرى، وهناك عدة عوامل تؤثر على حجم المعاناة أثناء الولادة مثل: حجم الجنين، وضع الجنين، الهرمونات التي يفرزها الجسم اثناء الولادة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق