ركبت التاكسي ذات يوم متجهاً للمطار، وبينما كان السائق ملتزما بمساره الصحيح، قفزت سيارة من موقف السيارات بشكل مفاجئ أمامنا.
ضغط السائق بقوة على الفرامل، لتنزلق السيارة وتتوقف على مسافة قريبة جداً من الاصطدام بذلك المتهور الذي أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ، لكن سائق التاكسي ابتسم ولوح له بود.
استغربت فعله جداً وسألته: لماذا فعلت ذلك؟ هذا الرجل كاد يرسلنا للمستشفى برعونته. هنا لقنني السائق درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: برميل البارود!
قال: كثير من الناس مثل برميل البارود، يدور في الأنحاء محملاً بما يشعل النار في الأخرين؛ التخلف، الإحباط، الجهل، الغضب، خيبة الأمل.. وعندما تزداد مادة البارود في داخلهم إلى حد يضطرون به للانفجار في الأخرين بسبب الحرارة المتصاعدة عليهم...في بعض الأحيان يحدث أن يفرغوها عليك.
لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقد تصادف أنك كنت تمر لحظة إفراغها ، فقط ابتسم، لوح لهم، وتمن أن يصبحوا بخير، ثم انطلق في طريقك. احذر أن تأخذ موادهم المتفجرة تلك وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت أو في الطريق .
في النهاية ، الأشخاص الناجحون لا يدعون براميل البارود تستهلك يومهم أو تحرقهم، فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشعور بالأسف على أفعال ارتكبناها في لحظة غضب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق