يضرب هذا المثل لمعرفة الشيء على حقيقته، وجهينة قبيلة عربية معروفة من قضاعة
وأصل المثل أن الحصين بن عمرو الكلابي ... خرج و معه رجل من جهينة يقال له
الأخنس بن كعب، و كان الأخنس قد أحدث في قومه حدثاً فخرج هارباً ، فلقيه الحصين
فقال له الحصين: هل لك أن نتعاقد أن لا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه
قال: نعم ، فتعاقدا على ذلك وكلاهما فاتك يحذر صاحبه
فلقيا رجلاً فسلباه فقال لهما: هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني و أدلكما على مغنم
قالا: نعم ، فقال: هذا رجل لخمي قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير و هو خلفي في موضع كذا وكذا
فردا عليه بعض ماله وطلبا الرجل فوجداه نازلاً في ظل شجرة و أمامه طعام وشراب
فحيياه وحياهما وعرض عليهما الطعام ، فكره كل واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به
فنزلا وأكلا و شربا مع اللخمي ، ثم إن الأخنس الجهني ذهب لبعض شأنه
فرجع و اللخمي يتشحط في دمه
فقال: ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه
فقال: اقعد يا أخا جهينة فلهذا وشبهه خرجنا
فشربا ساعة وتحدثا ، حتى إذا غفل الحصين قتله الأخنس الجهني
و احتوى على متاعه ومتاع اللخمي وانصرف راجعاً إلى قومه
فمر بقوم فيهم امرأة تنشد الحصين فقال لها: من أنت؟
قالت أنا امرأة الحصين ، قال أنا قتلته ، فقالت: كذبت ما مثلك يقتل مثله
فانصرف عنها وهو يقول:
تسائل عن حصين كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين
فمن يك سائـلاً عنه فعندي ... لصاحبه البيان المستبين
جهينة معشـري وهم ملوك ... إذا طلبوا المعالي لم يهونوا
0 التعليقات:
إرسال تعليق